الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: سعيد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٩٢
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ
العالمين ، والصلاة على محمد وآله الطاهرين وبعد : فيقول العبد المذنب المسيء ، حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي : كتاب الزكاة من أجزاء ( مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ) فهرست أنواع الأبواب إجمالاً : أبواب ما تجب فيه الزكاة وما تستحب فيه . أبواب من تجب عليه الزكاة . أبواب زكاة الأنعام . أبواب زكاة الذهب والفضة . أبواب زكاة الغلّات . أبواب المستحقين للزكاة . أبواب زكاة الفطرة . أبواب الصدقة . تفصيل الأبواب :
أبواب
ما تجب فيه الزكاة وما تستحب فيه ١ ـ ( باب وجوبها ) [ ٧٤٨٧ ]
١
ـ الجعفريات : أخبرنا
محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن ، أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما هلك مال في برّ ولا بحر إلّا بمنع الزكاة ، حصّنوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة ، وردّوا أبواب البلاء بالدعاء » . [ ٧٤٨٨ ]
٢
ـ دعائم الإِسلام : عن
جعفر محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « ما فرض الله على هذه الأمّة شيئاً أشدّ عليهم من الزكاة ، وفيها يهلك عامّتهم » . [ ٧٤٨٩ ]
٣
ـ وعنه ( صلوات الله
عليه ) ، أنّه قال في قول الله عزّ وجل : ( حَتَّىٰ إِذَا
جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا
فِيمَا تَرَكْتُ ) (١) قال ( عليه السلام ) : « يعني الزكاة » . __________________________ أبواب ما تجب فيه الزكاة وتستحب فيه الباب ١ ١ ـ الجعفريات ص ٥٣ . ٢ ـ ٣ دعائم الإِسلام
ج ١ ص ٢٤٧ . (١) المؤمنون ٢٣ : ٩٩ ـ ١٠٠ .
[ ٧٤٩٠ ] ٤ ـ وعن علي ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لا يقبل الله الصلاة ممّن منع الزكاة » .
[ ٧٤٩١ ] ٥ ـ وعنه ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « لا تتمّ صلاة إلّا بزكاة ، ولا تقبل صدقة من غلول ، ولا صلاة لمن لا زكاة له ولا زكاة لمن لا ورع له » .
[ ٧٤٩٢ ] ٦ ـ وعن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، أنّه قال : « إن الله عزّ وجل فرض على أغنياء الناس في أموالهم ، قدر الذي يسع فقراءهم ، فإن ضاع الفقير أو أجهد أو عرى ، فبما يمنع الغني ، فأن الله محاسب الأغنياء في ذلك يوم القيامة ، ومعذّبهم به (١) عذاباً أليماً » .
[ ٧٤٩٣ ] ٧ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنّه قال : « إن الله فرض للفقراء في أموال الأغنياء ما يكتفون به ، فلو علم أنّ الذي فرض لهم لا يكفيهم لزادهم ، وإنّما يؤتى الفقراء فيما أتوا ، من منع من يمنعهم حقوقهم ، لا من الفريضة لهم » .
[ ٧٤٩٤ ] ٨ ـ وعن علي ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « للعابد ثلاث علامات : الصلاة ، والصوم ، والزكاة » .
[ ٧٤٩٥ ] ٩ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنّه أوصى فقال في وصيته : « أوصي
__________________________
٤ و ٥ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٧ .
٦ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٥ .
(١) في نسخة : بها ، منه ( قدّه ) .
٧ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٥ .
٨ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٠ .
٩ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٢٤٠ .
ولدي
وأهلي وجميع المؤمنين ( والمؤمنات ) (١) ، بتقوى الله ( ربهم ) (٢) ، الله الله في الزكاة ، فأنّها تطفىء غضب ربّكم » . [ ٧٤٩٦ ]
١٠
ـ وعنه ، عن رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : في الزكاة : « إنما يعطي أحدكم جزءاً ممّا أعطاه الله ، فليعطه بطيب نفس منه ، ومن أدّى زكاة ماله فقد ذهب عنه شرّه » . [ ٧٤٩٧ ]
١١
ـ محمد بن مسعود العياشي
في تفسيره : عن سماعة قال : قال (١)
: « إنّ الله فرض للفقراء في أموال الأغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها وهي الزكاة ، بها حقنوا دماءهم ، وبها سمّوا المسلمين (٢) » . الخبر . [ ٧٤٩٨ ]
١٢
ـ السيد الرضي في نهج
البلاغة : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « إنّ الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلّا بما متع به غني ، والله تعالى جدّه (١) سائلهم عن ذلك » . [ ٧٤٩٩ ]
١٣
ـ فقه الرضا ( عليه
السلام ) : « اعلم أنّ الله تبارك وتعالى فرض على الأغنياء الزكاة بقدر مقدور وحساب محسوب ، فجعل عدد __________________________ (١ و ٢) ليست في المصدر . ١٠ ـ دعائم الإِسلام
ج ١ ص ٢٤٠ . ١١ ـ تفسير العياشي ج
٢ ص ٢٣٠ . (١) المروي عنه هو الصادق ( عليه السلام
) كما يظهر من الكافي ج ٣ ص ٤٩٨ ح ٨ ـ منه ( قده ) . (٢) في المصدر : مسلمين . ١٢ ـ نهج البلاغة ج ٣
ص ٢٣١ ح ٣٢٨ . (١) ليس في المصدر . ١٣ ـ فقه الرضا (
عليه السلام ) ص ٢٢ .
الأغنياء مائة وخمسة وتسعين والفقراء خمسة ، وقسّم الزكاة على هذا الحساب ، فجعل على كل مائتين خمسة حقّاً للضعفاء ، وتحصيناً لأموالهم لا عذر لصاحب المال في ترك اخراجه ، وقد قرنها الله بالصلاة » .
[ ٧٥٠٠ ] ١٤ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) : قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : آتوا الزكاة من أموالكم المستحقين لها من الفقراء والضعفاء ، لا تبخسوهم ولا توكسوهم ، ولا تيمّموا الخبيث (١) أن تعطوهم ، فإنّ من أعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه ، أعطاه الله بكلّ حبّة منها قصراً في الجنة من ذهب ، وقصراً من فضة ، وقصراً من لؤلؤ ، وقصراً من زبرجد ، وقصراً من زمرّد ، وقصراً من جوهر ، وقصراً من نور ربّ العالمين ، وإن قصّر في الزكاة قال الله تعالى : يا عبدي اتبخلني ؟ أم تتّهمني ؟ أم تظنّ أنّي عاجز غير قادر على ( أن نؤدّيك ) (٢) ؟ سوف يردّ عليك يوم تكون [ فيه ] (٣) أحوج المحتاجين إن أدّيتها كما أمرت ، وسوف يرد عليك إن بخلت يوم تكون [ فيه ] (٤) أخسر الخاسرين ، قال : فسمع ذلك المسلمون فقالوا : سمعنا وأطعنا يا رسول الله » .
[ ٧٥٠١ ] ١٥ ـ البحار : عن كتاب الإمامة والتبصرة : عن محمد بن عبد الله ، عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن خاله علي بن محمد ، عن
__________________________
١٤ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢١٧ وعنه في البحار ج ٩٦ ص ٩ ح ٦ .
(١) في المصدر زيادة : بالطيب .
(٢) في المصدر : إثابتك .
(٣ و ٤) أثبتناه من المصدر .
١٥ ـ البحار ج ٩٦ ص ٢٣ ح ٥٥ ، بل عن جامع الأحاديث ص ١٣ .
عمرو
بن عثمان الخزّاز ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الزكاة قنطرة الإِسلام » . [ ٧٥٠٢ ]
١٦
ـ تفسير الشيخ أبو
الفتوح الرازي : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : في خطبة الوداع : « أيها الناس ، أدّوا زكاة أموالكم ، فمن لا يزكّي لا صلاة له ، ومن لا صلاة له لا دين له ، ومن لا دين له لا حج ولا جهاد له » . [ ٧٥٠٣ ]
١٧
ـ محمد بن علي بن شهرآشوب
في المناقب : سئل الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، عن بدو الزكاة ، فقال : « إنّ الله تعالى أوحى إلى آدم أن زكّ عن نفسك يا آدم ، قال : يا ربّ وما الزكاة ؟ قال : صلّ لي عشر ركعات ، فصلّى ، ثمّ قال : يا ربّ هذه الزكاة عليّ وعلى ( خلق الله ) (١) ؟ قال الله : هذه الزكاة عليك في الصلاة ، وعلى ولدك في المال ، من جمع من ولدك مالاً » . [ ٧٥٠٤ ]
١٨
ـ كتاب عاصم بن حميد
الحناط : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنّه قال في حديث : « إنّ الله عزّ وجل نظر في أموال الأغنياء ونظر في الفقراء ، فجعل في أموال الأغنياء ما يكتفي به الفقراء ، ولو لم يكفهم لزادهم » . __________________________ ١٦ ـ تفسير الشيخ أبو
الفتوح الرازي ج ١ ص ١٠٤ . ١٧ ـ المناقب لابن شهرآشوب
ج ٤ ص ١٠ . (١) في المصدر : الخلق . ١٨ ـ كتاب عاصم بن
حميد الحناط ص ٢٢ .
[ ٧٥٠٥ ] ١٩ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إن الله فرض عليكم الزكاة كما فرض الصلاة ، زكّوا أموالكم تقبل صلاتكم » .
[ ٧٥٠٦ ] ٢٠ ـ وروي : أنّ الثلاثة الذين تخلّفوا (١) في غزوة تبوك ، لما نزل في حقّهم ( وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ) (٢) الآية ، وتاب الله عليهم قالوا : خذ أموالنا يا رسول الله ، وتصدّق بها وطهّرنا من الذنوب ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً » فنزل : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ) (٣) فأخذ منهم الزكاة المفروضة شرعاً .
[ ٧٥٠٧ ] ٢١ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « لا صلاة لمن لا زكاة له ، وأنها من فطرة الإِسلام » .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « حصّنوا أموالكم بالزكاة » .
٢ ـ ( باب وجوب الجود والسخاء بالزكاة ، ونحوها من الواجبات )
[ ٧٥٠٨ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن
__________________________
١٩ ـ عوالي اللآلي ج ٣ ص ١١٣ ح ٣ .
٢٠ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ٦٩ ح ١٧٨ .
(١) في المصدر : خلفوا .
(٢) التوبة ٩ : ١١٨ .
(٣) التوبة ٩ : ١٠٣ .
٢١ ـ لب اللباب : مخطوط .
الباب ٢
١ ـ الجعفريات ص ٥٣ .
أبيه
، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا أراد الله بعبد خيراً ، بعث (١) إليه ملكاً من خزّان الجنّة فيمسح صدره ، فتسخى نفسه بالزكاة » . [ ٧٥٠٩ ]
٢
ـ وبهذا الأسناد : قال
: « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : السخي قريب من الله تعالى ، قريب من الناس ، قريب من الجنة بعيد من النار ، والبخيل بعيد من الله تعالى ، بعيد من الناس ، بعيد من الجنة ، قريب من النار » . [ ٧٥١٠ ]
٣
ـ وبهذا الأسناد : عن
علي ( عليه السلام ) ، أنّه سئل عن السخي ، فقال : « الذي يأخذ المال من حلّه ويضعه في حلّه » . [ ٧٥١١ ]
٤
ـ أخبرنا عبد الله ،
عن محمد بن محمد بن الأشعث قال : حدثنا محمد بن عزيز الآملي ، حدثنا سليمان بن سلمة الخبائري ، حدثنا يوسف بن السفر ، حدثنا الأوزاعي . عن عروة . عن عائشة قالت : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ما جبل وليّ الله إلّا على السخاء وحسن الخلق » . [ ٧٥١٢ ]
٥
ـ وعنه ، عن الشريف
أبي الحسن علي بن عبد الصمد الهاشمي ، عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري ، حدثنا عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن المغيرة __________________________ (١) في المصدر : بعث الله . ٢ ـ الجعفريات ص ١٥١
. ٣ ـ الجعفريات ص ١٥٢
. ٤ ـ الجعفريات ص ١٥١
. ٥ ـ الجعفريات ص ٢٥١
.
الخيرمي ، قال حدثنا إبراهيم بن بكر الشيباني ، قال : حدثنا العلاء بن خالد القرشي ، قال : حدثنا ثابت عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « الجنة دار الأسخياء ، والذي نفسي بيده ، لا يدخل الجنة بخيل ، ولا عاق والديه ، ولا منّان (١) بما أعطى » .
[ ٧٥١٣ ] ٦ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « أروي عن العالم ، أنّه قال : السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا ، فمن تعلّق بغصن منها أدته إلى الجنة ، والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدته إلى النار ، أعاذنا الله وإياكم من النار » .
[ ٧٥١٤ ] ٧ ـ وروي أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعديّ بن حاتم طي (١) : « دفع (٢) عن أبيك العذاب الشديد لسخاوة نفسه » .
[ ٧٥١٥ ] ٨ ـ وروي أنّ جماعة من الأُسارى ، جاءوا بهم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأمر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بضرب أعناقهم ، ثمّ أمر بإفراد واحد لا يقتله ، فقال الرجل : لم أفردتني من أصحابي والجناية واحدة ؟ فقال له : « إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إليّ أنّك سخيّ قومك ولا أقتلك » فقال الرجل : فأني أشهد أنّ لا إله إلّا الله ، وأنّك محمد رسول الله ، قال : فقاده السخاء (١) إلى الجنة .
__________________________
(١) في المصدر : مانّ .
٦ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٩ .
٧ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٩ .
(١) ليس في المصدر .
(٢) وفيه : رفع .
٨ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٩ .
(١) في المصدر : سخاؤه .
[ ٧٥١٦ ]
٩
ـ وروي : « الشاب
السخيّ المقترف للذنوب ، أحبّ إلى الله من الشيخ العابد البخيل » . وروي : « وإياك
والسخي ، فإنّ الله يأخذ بيده » . [ ٧٥١٧ ]
١٠
ـ وروي : « إنّ الله
تبارك وتعالى ، يأخذ بناصية السخيّ إذا عثر » . وروى هذه الأخبار
الستة ، الشيخ المفيد في الإختصاص (١) : مثله . [ ٧٥١٨ ]
١١
ـ الشيخ الطوسي في
أماليه : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد بن جعفر ، عن أيوب بن محمد بن فروخ ، عن سعيد بن مسلمة ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( صلوات الله عليهم ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ السخاء شجرة من أشجار الجنّة ، لها أغصان متدلية في الدنيا ، فمن كان سخياً تعلّق بغصن من أغصانها ، فساقه ذلك الغصن إلى الجنة ، والبخل شجرة من أشجار النار ، لها أغصان متدلية في الدنيا ، فمن كان بخيلاً تعلّق بغصن من أغصانها ، فساقه ذلك الغصن إلى النار » . قال أبو المفضل : قال
لنا أبو عبد الله الحسني : فحدّثني شيخ من أهلنا ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، بحديثه هذا ـ حديث السخاء والبخيل (١)
ـ قال : فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « ليس السخيّ __________________________ ٩ ـ فقه الرضا ( عليه
السلام ) ص ٤٩ . ١٠ ـ فقه الرضا (
عليه السلام ) ص ٤٩ . (١) الاختصاص ص ٢٥٢ . ١١ ـ أمالي الشيخ
الطوسي ج ٢ ص ٨٩ . (١) في المصدر : البخل .
المبذّر الذي ينفق ماله في غير حقّه ، ولكنّه الذي يؤدي إلى الله عزّ وجل ما فرض عليه في ماله من الزكاة وغيرها ، والبخيل الذي لا يؤدي حقّ الله عزّ وجل (٢) في ماله » .
[ ٧٥١٩ ] ١٢ ـ الصدوق في العيون : عن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن الحسين بن محمد بن عامر (١) ، عن المعلّى ، عن الحسن بن الوشاء ، قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : « السخيّ قريب من الله ، قريب من الجنة ، قريب من الناس (٢) والبخيل ( بعيد من الله ) (٣) ، بعيد من الجنة ، بعيد من الناس (٤) » قال : وسمعته يقول : « السخاء شجرة في الجنة ، (٥) من تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنة » .
[ ٧٥٢٠ ] ١٣ ـ وفي معاني الأخبار : عن محمد بن إبراهيم الطالقاني ، عن محمد بن سعيد بن يحيى ، عن إبراهيم بن الهيثم ، عن أبيه البلدي ، عن أبيه ، عن المعافى بن عمران ، عن إسرائيل ، عن المقدام بن شريح بن هانىء ، عن أبي السرد ، قال : سأل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ابنه الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، فقال : « يا
__________________________
(٢) في المصدر زيادة : عليه .
١٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ج ٢ ص ١٢ ، وعنه في البحار ج ٧١ ص ٣٥٢ ح ٧ .
(١) في الطبعة الحجرية : « عن جعفر بن محمد بن مسرور ، عن عمّه محمد بن حسين بن عامر » وهو سهو ، والصحيح أثبتناه من المصدر والبحار ومعاجم الرجال « راجع معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ٢٥٨ » .
(٢) في المصدر زيادة : بعيد من النار .
(٣) ليس في المصدر .
(٤) في المصدر زيادة : قريب من النار .
(٥) في المصدر زيادة : أغصانها في الدنيا .
١٣ ـ معاني الأخبار ص ٤٠١ ح ٦٢ .
بني
ما العقل ؟ ـ إلى أن قال ـ : فما السماحة ؟ قال : إجابة السائل ، وبذل النائل » . [ ٧٥٢١ ]
١٤
ـ مصباح الشريعة : قال
الصادق ( عليه السلام ) : « السخاء من أخلاق الأنبياء ، وهو عماد الإِيمان ، ولا يكون مؤمناً إلّا سخي ، ولا يكون سخيّاً إلّا ذو يقين وهمّة عالية ، لأنّ السخاء شعاع نور اليقين ، ومن عرف ما قصد هان عليه ما بذل . وقال النّبي ( صلى
الله عليه وآله ) : ما جبل وليّ الله إلّا على السخاء . وقال ( صلى الله عليه
وآله ) : لا يسمّى سخياً إلّا الباذل في طاعة الله ولوجهه ، ولو كان برغيف أو شربة من ماء . قال النّبي ( صلى
الله عليه وآله ) : السخيّ بما ملك وأراد به وجه الله تعالى ، وأمّا السخيّ في معصية الله فحمّال سخط الله وغضبه ، وهو أبخل الناس على نفسه فكيف لغيره ؟ حيث اتبع هواه وخالف أمر الله » . [ ٧٥٢٢ ]
١٥
ـ القطب الراوندي في
لب اللباب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من أدّى زكاة ماله يسمّى في سماء الدنيا سخياً ، وفي الثانية جواداً ، وفي الثالثة معطياً ، وفي السادسة مباركاً محفوظاً منصوراً ، وفي السابعة مغفوراً » . [ ٧٥٢٣ ]
١٦
ـ وفيه : ومرّ موسى (
عليه السلام ) على شاب يصلّي صلاة حسنة ، فقال : ما رأيت أحسن صلاة منه : فأوحى الله إليه : ما أجوده __________________________ ١٤ ـ مصباح الشريعة ص
٢٩٦ باختلاف يسير . ١٥ ـ لب اللباب :
مخطوط . ١٦ ـ لب اللباب :
مخطوط .
بالصلاة وأبخله بالزكاة : لا أقبلها منه ، حتى تحسن الصلاة مع الزكاة ، فأنّهما مقرونتان .
[ ٧٥٢٤ ] ١٧ ـ وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « أنّ الله جاء بالإِسلام فوضعه على السخاء » .
[ ٧٥٢٥ ] ١٨ ـ سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار : نقلاً عن المحاسن : أنّه سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، عن حدّ السخاء ؟ فقال : « تخرج من مالك الحق الذي أوجبه الله عليك ، فتضعه في موضعه » .
وسأل رجل أبا الحسن ( عليه السلام ) وهو في الطواف ، فقال : أخبرني عن الجواد ؟ فقال : « إنّ في كلامك وجهين ، فإن كنت تسأل عن المخلوقين ، فإنّ الجواد الذي يؤدّي ما افترض الله عليه » الخبر .
[ ٧٥٢٦ ] ١٩ ـ الديلمي في إرشاد القلوب : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « لمّا خلق الله الجنة قالت : يا رب لمن خلقتني ؟ قال : لكلّ سخيّ تقي ، قالت : رضيت يا رب » .
٣ ـ ( باب تحريم منع الزكاة )
[ ٧٥٢٧ ] ١ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن ابن سنان [ عن أبي عبد الله ] (١) عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما من ذي زكاة مال إبل ، ولا بقر ، ولا غنم
__________________________
١٧ ـ لب اللباب : مخطوط .
١٨ ـ مشكاة الأنوار ص ٢٣٠ .
١٩ ـ ارشاد القلوب ص ١٣٨ .
الباب ٣
١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٠٧ ح ١٥٩ .
(١) أثبتناه من المصدر .
يمنع
زكاة ماله ، إلّا أُقيم يوم القيامة بقاع (٢) قفر ، ينطحه كلّ ذات قرن بقرنها ، وينهشه كلّ ذات ناب بأنيابها ، ويطأه كلّ ذات ظلف بظلفها ، حتى يفرغ الله من حساب خلقه ، وما من ذي زكاة مال نخل ولا زرع ولا كرم يمنع زكاة ماله ، إلّا قلّدت أرضه في سبعة أرضين ، يطوّق بها إلى يوم القيامة » . [ ٧٥٢٨ ]
٢
ـ وعن يوسف الطاطري ،
عمّن سمع أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول وذكر الزكاة ، فقال : « الذي يمنع الزكاة ، يحوّل الله ماله يوم القيامة ، شجاعاً (١) من نار له ريمتان (٢) ، فيطوقه إيّاه ، ثم يقال له : ألزمه كما لزمك في الدنيا ، وهو قول : الله (
سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ ) (٣) الآية . [ ٧٥٢٩ ]
٣
ـ وعنهم ( عليهم
السلام ) : قال : « مانع الزكاة ، يطوّق بشجاع أقرع يأكل من لحمه ، وهو قوله تعالى : (
سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ ) » (١) الآية . __________________________ (٢) القاع : المستوي من الأرض ( مجمع
البحرين ـ قوع ـ ج ٤ ص ٣٨٥ ) . ٢ ـ تفسير العياشي ج
١ ص ٢٠٨ ح ١٦٠ . (١) الشجاع : الحية العظيمة التي تواثب
الفارس ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٣٥١ ) . (٢) لعله تصحيف من زبيبتان . جاء في
النهاية الزبيبية : نكتة سوداء فوق عين الحية ( النهاية ج ٢ ص ٢٩٢ ) . أو تصحيف من ذنبتان إذ جاء في مجمع البحرين : يأتي كنز أحدكم يوم القيامة شجاعاً أقرع له ذنبتان ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٠٩ ) . (٣) آل عمران ٣ : ١٨٠ . ٣ ـ تفسير العياشي ج
١ ص ٢٨٠ ح ١٦١ . (١) آل عمران ٣ : ١٨٠ .
[ ٧٥٣٠ ] ٤ ـ وعن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، عن قول الله عز وجل : ( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (١) قال : « ما من عبد منع زكاة ماله ، إلّا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعباناً من نار مطوّقاً في عنقه ، ينهش من لحمه ، حتى يفرغ من الحساب ، وهو قول الله : ( سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) قال : ما بخلوا من الزكاة » .
[ ٧٥٣١ ] ٥ ـ عوالي اللآلي : عن أبي أيوب الأنصاري ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أيّما رجل له مال لم يعط حقّ الله منه ، إلّا جعله الله على صاحبه يوم القيامة شجاعاً له ربيتان (١) ينهشه حتى يقضي بين الناس ، فيقول : ما لي وما لك ؟ فيقول : أنا كنزك الذي جمعت لهذا اليوم ، قال : فيضع يده في فيه فيقضمها (٢) » .
[ ٧٥٣٢ ] ٦ ـ وعن أبي ذر قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو جالس في ظلّ الكعبة ، وهو يقول : « هم الأخسرون وربّ الكعبة ، فقلت : من هم يا رسول الله ؟ فقال : ما من صاحب إبل أو غنم لا يؤدّي زكاته ، إلّا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه ، تنطحه بقرونها وتطأه بأخفافها ، كلّما نفدت عليه آخرها [ اعيدت أوّلها ] (١) » .
__________________________
٤ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٠٧ ح ١٥٨ .
(١) آل عمران ٣ : ١٨٠ .
٥ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٤ ح ١١ .
(١) في المصدر : زبيبتان .
(٢) القضم : الأكل بأطراف الأسنان ( لسان العرب ـ قضم ـ ج ١٢ ص ٤٨٧ ) .
٦ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٨٥ ح ١٢ مقتطفات من الحديث مع اختلاف يسير .
(١) أثبتناه من المصدر لإِستقامة المعنى .