الشيخ تقي الدين ابراهيم بن علي الكفعمي
المحقق: الشيخ فارس تبريزيان « الحسّون »
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة قائم آل محمد (عج)
الطبعة: ١
الصفحات: ١٤٠
بِسْمِ اللهِ الرَحمٰنِ الرَحِيَم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين ، واللعن على أعدائهم أجمعين .
وبعد ، غير خفيّ على اُولي الألباب : أنّ الدعاء هو الرابط الروحي بين العبد والمولى ، وأنّه من أحبّ الأعمال إلى الله ، لأنّه مخّ العبادة وسلاح المؤمن ، ومفاتيح الجنان ، ومقاليد الفلاح ، وشفاء من كلّ داء ، وهو يردّ ما قدّر وما لم يقدّر حتّى لا يكون .
وتبلغ أهمّية الدعاء درجة بحيث يأمر الله سبحانه عباده بالدعاء ويضمن لهم الإجابة ، ويجعل الّذين لا يدعونه من المستكبرين فيدخلون جهنّم داخرين .
ولكن أيّ دعاء هذا بحيث يتّصف بهذه الصفات ؟ وأيّ دعاء هذا بحيث يأمر المولى به ويضمن الإجابة عليه ؟
نعم هو الدعاء الخارج من قلبٍ مملوءٍ حبّاً للمولى ، من قلبٍ مجروحٍ ، من قلبٍ عاشقٍ ، من قلبٍ طاهرٍ . . .
هو الدعاء الذي تسبقه العبرة والدمعة الدالّة على الاشتياق إلى لقاء المحبوب . . .
هو الدعاء الذي يرقّ قلب داعيه ويقشعرّ جلده . . .
هو الدعاء في جنح الليل المظلم ، إذا نامت العيون وهدأت الأصوات وسكنت القلوب . . .
هو الدعاء الذي يسبقه الإقرار بالذنب . . .
هو الدعاء الذي يكون داعيه كأنّه يرى نفسه واقفة بين يدي المولى . . .
هو الدعاء الذي يسبقه الثناء على الله والمدح والتمجيد له ، والصلاة على النبي وآله ، فالدعاء محجوب حتى يُصلّى على محمد وآله ـ صلّى الله عليه وآله ـ . . .
فيثني الداعي على الله قبل الدعاء ويمدحه ويمجّده بذكر اسمائه الحسنى التي نَعَتَ بها نفسه ، أو نَعَتَه بها أولياؤه وخلفاؤه وحججه ، فاسماء الله سبحانه توقيفية ، والعبد لا يستطيع أن يتجرّأ على المولى ويسمّيه باسمٍ ما أو يصفه بصفةٍ ما ، ولولا رخصة الله تعالى لعباده بالدعاء ، بل أمْرُه إيّاهم به ، لما استطاع أحد من العباد أن يتجرّأ على المولى ويقف بين يديه ويعبده ويطلب منه حاجته . . . لكن وسعت رحمته كل شيء .
وعلى كل حال فالثناء والمدح بذكر اسمائه الحسنى إذا كان خارجاً من قلب عارف عالم بها واقف على معانيها أفضل بكثير من غيره ، إذ المعرفة بها والوقوف على معانيها تهيّئ للعبد شرائط الدعاء وتجلب الدمعة وترقّ القلب .
وهذه الرسالة التي نحن بصددها ، تتكفّل ببيان هذا الأمر وتوضيحه ، اُقدّمها إلى القرّاء الكرام ، راجياً منهم أن لا ينسوني من صالح الدعوات .
المؤلف :
الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الكفعمي مولداً ، اللويزي محتداً ، الجبعي أباً (١) .
___________________________
(١)
فالكفعمي : نسبة إلى « كفر عيما » ، قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت ،
واقعة في سفح الجبل مشرفة على البحر ، واللويزي : نسبة إلى اللويزة ، قرية في جبل عامل ،
ويقال : اللويزاوي
=
أحد أعيان القرن التاسع الجامعين بين العلم والأدب ، والكمال والعرفان ، والزهد والعبادة . ويُحكى في كثرة عبادته : أنّه كان يقوم بجميع العبادات المذكورة في مصباحه ، وتقوم زوجته بما لا يتّسع له وقته منها .
مشايخ إجازته الّذين يروي عنهم :
يروي الشيخ الكفعمي عن :
والده الشيخ زين الدين علي بن الحسن ، وكان من أعاظم الفقهاء والورعين ، وقد ينقل عنه في كتابيه الكبيرين ، معبّراً عنه : بالفقيه الأعظم الأورع .
أخيه الشيخ شمس الدين محمد ، صاحب كتاب « زبدة البيان في عمل شهر رمضان » .
السيد الشريف الفاضل حسين بن مساعد الحسيني الحائري ، صاحب كتاب « تحفة الأبرار في مناقب الأئمّة الأطهار » .
الشيخ زين الدين البياضي ، صاحب كتاب « الصراط المستقيم » .
السيد الحسيب علي بن عبد الحسين الموسوي الحسيني ، صاحب كتاب « رفع الملامة عن علي في ترك الإمامة » وكان بينهما مكاتبات ومراسلات بالنظم والنثر .
أقوال العلماء في حقّه :
المحدّث الحرّ العاملي : كان ثقة فاضلاً شاعراً عابداً زاهداً ورعاً [ أمل الآمل ١ / ٢٨ ] .
العلّامة المجلسي : من مشاهير الفضلاء والمحدّثين والصلحاء المتورّعين [ أعيان الشيعة ٢ / ١٨٥ نقلاً عن « تكملة الرجال » لعبد النبي الكاظمي حيث ذكر أنّه نقله عن خطّ الشيخ المجلسي ] .
___________________________
=
أيضاً من باب زيادات النسب ، والجبعي نسبة إلى جبع ، ويقال : جباع ـ بالمد ـ وهي قرية على رأس جبل عامل ، ويقال أيضاً : الجباعي من باب زيادات النسب .
العلّامة المجلسي : وكتبُ الكفعمي أغنانا اشتهارها وفضل مؤلفها عن التعرّض لحالها وحاله [ البحار ١ / ٣٤ ] .
المولى عبد الله الأفندي : العالم الفاضل الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي ، من أجلّة علماء الأصحاب . . . له يد طولى في أنواع العلوم سيما العربية والأدب ، جامع حافل كثير التتبّع في الكتب [ رياض العلماء ١ / ٢١ ] .
العلّامة الخوانساري : الشيخ العالم الباذل الورع الأمين والثقة النقة الأديب الماهر المتقن المتين [ روضات الجنّات ١ / ٢٠ ] .
القمي : كان ثقة فاضلاً أديباً شاعراً زاهداً عابداً ورعاً [ الكنى والألقاب ٣ / ٩٥ ] .
العلّامة المامقاني : من مشاهير الفضلاء والمحدّثين والصلحاء والمتورّعين ، وكان بين زماني الشهيدين ـ رحمهما الله ـ ، ووصفه في فهرست الوسائل بالورع ، وعدالته لا تكاد تحتاج إلى بيان [ تنقيح المقال : ١ / ٢٧ ] .
السيد الأمين : وكان واسع الاطّلاع طويل الباع في الأدب ، سريع البديهة في الشعر والنثر كما يظهر من مصنّفاته خصوصاً من شرح بديعيته ، حسن الخطّ [ أعيان الشيعة ٢ / ١٨٥ ] .
السيد الصدر : هو العالم الكامل المعروف بالكفعمي [ تكملة الأمل : ٧٦ ] .
العلّامة الأميني : أحد أعيان القرن التاسع الجامعين بين العلم والأدب ، الناشرين لألوية الحديث والمستخرجين كنوز الفوائد والنوادر وقد استفاد الناس بمؤلفاته الجمّة وأحاديثه المخرجة وفضله الكثير ، كل ذلك مشفوع منه بورع موصوف وتقوى في ذات الله إلى ملكات فاضلة ونفسيّات كريمة ، حلّى جِيد زمنه بقلائدها الذهبية وزيّن معصمه بأسورتها وجلّل هيكله بأبرادها القشيبة ، وقبل ذلك كلّه نسبه الزاهي بأنوار الولاية المنتهي إلى التابعي العظيم الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ، ذلك العلوي المذهب العليّ شأنه الجليّ برهانه الذي هو من فقهاء الشيعة . . . [ الغدير ١١ / ٢١٣ ] .
المقري : وما رأيت مثله في سعة الحفظ [ أعيان الشيعة ٢ / ١٨٥ نقلاً عن نفح الطيب ٤ / ٣٩٧ ] .
الزركلي : أديب من فضلاء الإمامية . . . له نظم ونثر [ الأعلام ١ / ٥٣ ] .
كحّالة : مفسّر محدَث فقيه أديب وشاعر [ معجم المؤلفين ١ / ٦٥ ] .
مولده ووفاته :
لم يذكر أحد ممّن ترجم الشيخ الكفعمي من الأوائل تاريخ ولادته ووفاته ، على عادة أصحابنا في التهاون بتاريخ المولد والوفاة ومعرفة الطبقات بل مطلق التاريخ ، مع حافظة غيرهم على ذلك ، مع ما فيه من الفوائد .
وما حدّده بعض العلماء من تاريخ ولادته ووفاته استناداً إلى بعض القرائن ، فهو إلى الحدس أقرب منه إلى الحسّ .
بل ما ذكره السيد الأمين في الأعيان ٢ / ١٨٤ من أنّه : ولد سنة ٨٤٠ كما استفيد من اُرجوزة له في علم البديع ذكر فيها أنّه نظمها في سنّ الثلاثين ، وكان الفراغ من الاُرجوزة سنة ٨٧٠ فهو بعيد عن الصواب جدّاً ، لأنّ السيد الأمين نفسه قال في الأعيان ٢ / ١٨٥ : وجد بخطّه ـ أي الكفعمي ـ كتاب دروس الشهيد ـ قدّس سرّه ـ فرغ من كتابته سنة ٨٥٠ وعليه قراءته وبعض الحواشي الدالّة على فضله . وعدّ في ص ١٨٦ من تآليفه كتاب حياة الأرواح ، وقال : فرغ من تأليفه سنة ٨٤٣ .
قال السيد حسن الصدر في تكملة الأمل ص ٨١ : وفرغ من نسخ كتاب الدروس للشهيد ـ وهو عندي بخطّه وعليه قراءته وبعض حواشيه ـ ٨٥٠ ، ولا أظنّه ينقص عن الثلاثين عند فراغه من الدروس ، فيكون يوم فراغه من المصباح في حدود ٧٥ .
وقال المولى الأفندي
في الرياض ١ / ٢٢ : وله مجموعة كثيرة الفوائد مشتملة على مؤلفات عديدة رأيتها بخطّه في بلدة إيروان من بلاد آذربايجان ، وكان تاريخ إتمام
كتابة بعضها سنة ٨٤٨ لخمس بقين من شهر رمضان ، وتاريخ بعضها سنة ٨٤٩ ، وتاريخ بعضها ٨٥٢ .
وعلى قول السيد الأمين يكون الشيخ الكفعمي عند فراغه من تأليف المصباح ابن ٥٥ سنة ، مع أنّا نراه في قصيدته الرائية في مدح الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ المذكورة في المصباح : ٧١٠ ، يقول :
بحقّكَ مولايَ فاشفعْ لِمَنْ |
|
أَتاكَ بمدح شفاء الصدورِ |
هو الجبعي المسيء الفقيرُ |
|
إلى رحماتِ الرحيمِ الغفورِ |
من الحَسناتِ خلا قدحُهُ |
|
فما من فتيلٍ ولا من نقيرِ |
خطاياهُ تحكي رمالَ الفلاة |
|
ووزنَ اللكامِ واُحد وثَوْرِ |
وشيخ كبير له لمّةٌ |
|
كساها التعمّرُ ثوبَ القتيرِ
|
فجموع ما ذكرناه يعطينا خبراً أنّ المترجَم له كان في سنة ٨٤٣ مؤلفاً صاحبَ رأي ونظر ، يثني على تآليفه الأساتذة الفطاحل ، وأنّه حينما ألّف المصباح سنة ٨٩٤ كان شيخاً هرماً كبيراً .
وما استظهره العلّامة الطهراني من القرائن في الذريعة ٣ / ٧٣ و ١٤٣ من أنّه ولد سنة ٨٢٨ ، فلا يخلو من بعد .
وذكر الحاج خليفة في كشف الظنون ٢ / ١٩٨٢ أنّه توفي سنة ٩٠٥ ، وكذا ذكره العلّامة الطهراني في الذريعة ٧ / ١١٥ و ٣ / ٧٣ و ١٤٣ تبعاً لصاحب كشف الظنون . وفي الأعيان ٢ / ١٨٤ : وفي الطليعة أنّه توفّي في سنة ٩٠٠ .
وعلى كل حال فالقدر المتيقّن أنّه ولد أوائل القرن التاسع في قرية كفر عيما ، وكان عصره متّصلاً بزمن خروج الشاه إسماعيل الصفوي .
وأقام الشيخ الكفعمي مدّة في كربلاء المقدّسة ، وعمل لنفسه في كربلاء أزجاً لدفنه بأرض الحسين ـ عليه السلام ـ تسمّى « عقيراً » فأنشد وهو وصية منه إلى أهله وإخوانه في ذلك :
سألتكم بالله أن تدفنوني |
|
إذا متّ في قبرٍ بأرضِ عقيرِ |
فإنّي به جار الشهيد بكربلا |
|
سليل رسول الله خير مجيرِ |
فإنّي به في حفرتي غير خائف |
|
بلا مرية من منكر ونَكيرِ |
أمنت به في موقفي وقيامتي |
|
إذا الناس خافوا من لظى وسعيرِ |
فإنّي رأيتُ العرب يحمي نزيلها |
|
ويمنعه من أن ينال بضيرِ |
فكيفَ بسبطِ المصطفى أنْ يذودَ |
|
مَن بحائره ثاوٍ بغير نصيرِ |
ثم عاد إلى جبل عامل وتوفي بها ، ووفاته إمّا في آخر القرن التاسع أو أوائل القرن العاشر ، والله أعلم . ودفن في قرية جبشيت ، من قرى جبل عامل ، ثم خربت القرية فنزح أهلها منها وأصبحت محرثاً ، فلمّا خربت اختفى قبره بما تراكم عليه من التراب ، ولم يزل مستوراً بالتراب إلى ما بعد المائة الحادية عشر لا يعرفه أحد ، فظهر عند حرث تلك الأرض وعرف بما كتب عليه ، وهو : هذا قبر الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله .
قال المولى الأفندي في الرياض ١ / ٢٢ : وحكى لي بعض أفاضل الثقات من سادات جبل عامل ـ متّعنا الله بدوام عمره وإفضاله ـ عن بعض ثقات أهل تلك النواحي من عجيب ما اتّفق فيهم قريباً من هذه الأعصار : أنّ حرّاثاً منهم كان يكرب الأرض بثوره ، فاتّفق أن ٱتّصل رأس جارّته حين الكراب بصخرة عظيمة اقتلعها من الأرض ، فإذا هو من تحتها بجمثان مكفون قد رفع رأسه من التراب كالمتحيّر الفَرِق المستوحش ، ينظر مرّة عن يمينه واُخرى عن شماله ويسأل من كان عنده : هل قامت القيامة ؟ ثمّ سقط على وجهه في موضعه ! فاُغمي على الراعي من عظم الواقعة ، فلمّا أفاق من غشيته وجعل يبحث عن حقيقة الأمر رأى مكتوباً على وجه تلك الصخرة صفة صاحب العنوان : هذا [ قبر ] إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله .
وقال السيد حسن الصدر
في تكملة الأمل ص ٧٦ : وحدّثني بعض الأجلّة الثقات أنّ قبره كان مخفيّاً وظفر به في المائة الحادية عشر ، وله حكاية غريبة
مشهورة ، وأيضاً قد روى هذه الحكاية سيّدنا آية الله العلّامة صدر الدين العاملي عن بعض الثقات من أهل البلاد .
وقال السيد الأمين في الأعيان ٢ / ١٨٤ : وبعض الناس يروي لظهوره حديثاً لا يصحّ ، وهو : أنّ رجلاً كان يحرث فعلقت جارّته بصخرة فانقلعت فظهر من تحتها الكفعمي بكفنه غضّاً طريّاً فرفع رأسه من القبر كالمدهوش وٱلتفت يميناً وشمالاً ، وقال : هل قامت القيامة ؟ ثمّ سقط فاُغمي على الحارث ، فلمّا أفاق أخبر أهل القرية فوجدوه قبرَ الكفعمي وعمّروه ، وقد سرى تصديق هذه القصة إلى بعض مشاهير علماء العراق ، والحقيقة ما ذكرناه ، ويمكن أن يكون الحارث الذي عثر على القبر زاد هذه الزيادة من نفسه فصدّقوه عليها . إنتهى .
وحكمه هذا ـ أي : عدم صحّة الواقعة ، وإمكان أن يكون الحارث زاد هذه الزيادة من نفسه ـ في غير محلّه ، إذ لا استبعاد من وقوع مثل هذه الواقعة ، بالأخصّ من الشيخ الكفعمي شيخ العارفين ، فهل يستبعد العقل أن يجعل الله هذه الكرامة للشيخ الكفعمي ليبيّن فضله للناس ؟ وما حاجة الحارث إلى اختلاق هذه القصة !
آثاره :
قال المولى الأفندي في الرياض ١ / ٢١ : ثمّ له ـ عفى الله عنه ـ يد طولى في أنواع العلوم سيما العربية والأدب ، جامع حافل ، كثير التتبّع في الكتب ، وكان عنده كتب كثيرة جدّاً ، وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة المعتبرة ، وسماعي أنّه ـ قدّس سرّه ـ ورد المشهد الغرويّ وأقام به وطالع في كتب خزانة الحضرة الغروية ، ومن تلك الكتب ألّف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم المشتملة على غرائب الأخبار ، وبذلك صرّح في بعض مجاميعه التي رأيتها بخطّه . إنتهى .
فمن مؤلفاته القيّمة :
(١) البلد الأمين
والدرع الحصين ، كتاب كبير ، أكبر من المصباح ، ألّفه
قبله ، ينقل منه العلّامة المجلسي في البحار ، وضمّنه مضافاً إلى الأدعية والعوذ والأحراز والزيارات والسنن والآداب وغيرها أدعية الصحيفة السجّادية ، وألحق به عدّة رسائل منها : محاسبة النفس ، والمقام الأسنى .
(٢) تاريخ وفيات العلماء .
(٣) تعليقات على كشف الغمّة .
(٤) التلخيص في مسائل العويص ، والمسائل العويص للشيخ المفيد .
(٥) الجُنّة الواقية والجَنّة الباقية ، المعروف بمصباح الكفعمي لسبقه بمصباح المتهجّد وعلى منواله نسج الكفعمي ، وهو كبير كثير الفوائد ، وعليه حواش لطيفة للمصنّف يشرح بها ما أجمله من البين ، وضمّنه عدّة رسائل منها المقام الأسنى ، فرغ منه سنة ٨٩٥ هـ .
(٦) الجُنّة الواقية ، وهو مختصر للمصباح لطيف ، وتردّد الشيخ المجلسي في نسبة الكتاب للكفعمي ، فقال في البحار ١ / ١٧ : وكتاب الجُنّة الواقية لبعض المتأخّرين ، وربّما ينسب إلى الكفعمي ، وكذا تأمّل المولى الأفندي في الرياض ١ / ٢٣ في نسبة الكتاب للكفعمي .
(٧) حجلة العروس .
(٨) حديقة أنوار الجِنان الفاخرة وحدقة أنوار الجَنان الناظرة .
(٩) الحديقة الناضرة .
(١٠) حياة الأرواح ومشكاة المصباح ، مجموع لطيف لا يملّ أحد من دوام مطالعته ، فهو بالحقيقة حياة الأرواح ، مشتمل على ٧٨ باباً في اللطائف والأخبار والآثار والآداب والمواعظ والأوامر والنواهي ، فرغ من تأليفه سنة ٨٤٣ وقيل ٨٥٤ .
(١١) الرسالة الواضحة في شرح سورة الفاتحة .
(١٢) زهر الربيع في شواهد البديع .
(١٣) صفوة ـ صفو ـ
الصفات في شرح دعاء السمات ، ذكر فيه سند هذا
الدعاء وروايته وفضله ، ثمّ ذكر جملة من ألفاظ الدعاء ثم شرحها ، فرغ منه سنة ٨٧٥ ، وذكر السيد الأمين اسم الكتاب : سفط الصفات ، واستظهر أنّ صفوة الصفات تصحيف .
(١٤) العين المبصرة .
(١٥) فرج الكرب وفرح القلب ، في علم الأدب بأقسامه يقرب من عشرين ألف بيت ـ والبيت : السطر المحتوي خمسين حرفاً ـ وذكر العلّامة الطهراني في الذريعة ١٤ / ٣١ أنّ كتاب فرج الكرب هو شرح البديعية في مدح خير البريّة لصفيّ الدين الحلي المتوفى سنة ٧٥٠ .
(١٦) الفوائد الطريفة ـ الشريفة ـ في شرح الصحيفة .
(١٧) قراضة النضير في التفسير ، ملخّص من مجمع البيان للطبرسي .
(١٨) الكوكب الدُرّيّ ، وقيل : الكواكب الدُرّية .
(١٩) اللفظ الوجيز في قراءة الكتاب العزيز .
(٢٠) لمع البرق في معرفة الفرق ، وهو نفس فروق اللغة ، كتاب جليل في موضوعه يدلّ على تبحّر مصنّفه في علم اللغة .
(٢١) مجموع الغرائب وموضوع الرغائب ، على نمط الكشكول ، قال في آخره : جمعته من كتابنا الكبير الذي ليس له نظير ، جمعته من ألف مصنّف ومؤلّف .
(٢٢) محاسبة النفس اللوّامة وتنبيه الروح النوّامة ، مشتمل على مواعظ حسنة ومخاطبة النفس بعبارات مؤثّرة ، ألحقه المصنّف بالبلد الأمين مختصراً ، وطبع هذا المختصر مستقلّاً ، وقمت منذ زمن بتحقيق كامله معتمداً على أربع نسخ ، وسيطبع عن قريب إن شاء الله تعالى .
(٢٣) مشكاة الأنوار ، وهو غير مشكاة الأنوار لسبط الشيخ الطبرسي .
(٢٤) المقام الأسنى في تفسير الاسماء الحسنى ، وهو هذا الكتاب الذي بين يديك .
(٢٥) ملحقات الدروع الواقية .
(٢٦) المنتقى في العوذ والرقى .
(٢٧) النخبة .
(٢٨) نهاية الأرب ـ الأدب ـ في أمثال العرب ، كبير في مجلّدين لم ير مثله في معناه .
(٢٩) نور حدقة البديع ونور حديقة الربيع ، في شرح بديعيته .
قال المولى الأفندي في الرياض ١ / ٢٢ : وله مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد مشتملة على مؤلفات عديدة ، رأيتها بخطّه في بلدة إيروان من بلاد آذربايجان ، وكان تاريخ إتمام كتابة بعضها سنة ٨٤٨ لخمس بقين من شهر رمضان ، وتاريخ بعضها سنة ٨٤٩ ، وتاريخ بعضها سنة ٨٥٢ ، وكان فيها عدّة كتب من مؤلفاته أيضاً ، منها :
كتاب اختصار الغريبين ، للهروي .
وكتاب اختصار مغرب اللغة ، للمطرزي .
واختصار كتاب غريب القرآن ، لمحمد بن عزيز السجستاني .
وكتاب اختصار جوامع الجامع ، للشيخ الطبرسي .
واختصار كتاب تفسير علي بن إبراهيم .
واختصار زبدة البيان مختصر مجمع البيان للطبرسي ، للشيخ زين الدين البياضي .
واختصار علل الشرائع ، للصدوق .
واختصار القواعد الشهيدية .
واختصار كتاب المجازات النبوية ، للسيد الرضي .
واختصار كتاب الحدود والحقائق في تفسير الألفاظ المتداولة في الشرع وتعريفها . . .
ثم من مؤلفاته أيضاً
: كتاب مختصر نزهة الألبّاء في طبقات الاُدباء ، تأليف
كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن سعيد الأنباري .
وله أيضاً : اختصار كتاب لسان الحاضر والنديم . إنتهى .
وله أيضاً شعر كثير وقصائد طوال وأراجيز جيدة وخطب مسجعة .
فله القصيدة البديعية الميمية المشتملة على أنواع المحسّنات الشعرية المذكورة في علم البديع اللفظية منها والمعنوية ، وقد شرحها شرحاً يظهر منه كماله في الأدب ، وختمها بخطبة غرّاء في مدح سيّد البرية صلّى الله عليه وآله وسلّم .
وله قصيدة في مدح أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ تبلغ ١٩٠ بيتاً أنشدها عند قبره الشريف لمّا زاره يذكر فيها يوم الغدير .
وله اُرجوزة في ١٣٠ بيتاً في الأيام المستحبّ صومها .
وله اُرجوزة ألفية في مقتل الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ وأصحابه بأسمائهم وأشعارهم .
قال في كتاب فرج الكرب وفرح القلب : لم يصنّف مثلها في معناها ، مأخوذة من كتب متعدّدة ومظانّ متبدّدة .
حول الرسالة :
وقع اختلاف في اسم هذه الرسالة بين الأعلام ، فبعض ذكرها باسم : المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى ، وبعض ذكرها باسم : المقام الأسنى في شرح الأسماء الحسنى ، والصحيح هو ما ذكرناه في عنوان الرسالة ، وهو : المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى ، كما هو الموجود في نسختنا الخطّية المعتمدة المنقولة من نسخة منقولة من نسخة خطّ المصنّف .
وهذه الرسالة ألّفها
الشيخ الكفعمي ـ نوّر الله ضريحه ـ ثم ألحقها بكتابيه البلد الأمين والمصباح ، ولم أجد نسخة الرسالة التي ألّفها مستقلّاً بعد البحث عنها ، فاعتمدت على الرسالة التي ألحقها بالبلد الأمين والمصباح ، ولا أعلم هل ألحق الرسالة بأكملها في كتابيه أم بعضها ؟ وعلى كل حال فخطبة الرسالة غير
موجودة في النسخ المعتمدة .
وإنمّا اخترت هذه الرسالة في شرح الأسماء الحسنى دون غيرها ، للطافتها وسلاسة عبارتها ، فهي شرح قرآنيّ حديثيّ عرفانيّ لغويّ أدبيّ ، وفيها من المباحث اللطيفة التي لا يستغنى عنها ، فنفعها يعمّ الجميع .
عملنا في الرسالة :
بما أنّنا لم نحصل على نسخة مستقلّة لهذه الرسالة ، والمصنّف ألحقها بالبلد الأمين والمصباح ، فاعتمدت في ضبط الرسالة على عدّة نسخ ملحقة بالبلد الأمين والمصباح ، وهي :
(١) النسخة الرضوية للبلد الأمين تحت رقم ٦٩٥٢ ، جاء في آخرها : آخر ما كتبت من الكتاب المترجم بالبلد الأمين والدرع الحصين من نسخة نسخ من خطّ مصنّفه ـ قدّس الله روحه ـ ، وكتب في أواسط شهر رجب الأصبّ من السنة التسعين بعد الألف في دار العلم شيراز ـ صانها الله عن الاعواز ـ في المدرسة النظامية ـ رحم الله بانيها ـ ، وأنا العبد المستوثق بعفو ربّه الجلي ابن أحمد بن علي حسن علي . . .
وجاء في جانب الصفحة : وقد وفّقني الله بعد كتابته للمقابلة من أول الصفحة إلى آخره بقدر الاقتدار مع نسخة نسخ من خطّ مصنّفه ـ رحمه الله تعالى ـ ، وكان ذلك في غرّة شهر جمادى الآخرة من سنة تسعين بعد الألف . . . ثمّ وفّقني سبحانه لمقابلته من أوله إلى حيث قابلته أولاً مبذولاً فيه وسعي وسعيي مع النسخة الشريفة المشار إليها . . . إنتهى .
وفي هذه النسخة حواش للمصنّف نفسه أدرجتُها بأكملها في الهامش ، وجعلت حرف ( ر ) رمزاً لهذه النسخة .
(٢) النسخة الحجرية المطبوعة للبلد الأمين ، تاريخ طباعتها سنة ١٣٨٢ ، وجعلت حرف ( ب ) رمزاً لها .
(٣) النسخة الحجرية المطبوعة للمصباح ، تاريخ طباعتها ١٣٢١ ، وجعلت حرف ( م ) رمزاً لها .
فقابلت الرسالة على هذه النسخ الثلاث ، وأثبتّ ما هو الأرجح في المتن مع الإشارة إلى الاختلافات التي لها وجه .
ثم خرّجت الآيات والأحاديث والأقوال الواردة في هذه الرسالة من مصادرها ، وجعلت لكل واحد من الأعلام المذكورين في هذه الرسالة ترجمة صغيرة .
وفي الختام اُقدّم جزيل شكري إلى المكتبة الرضوية في مشهد الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ بالأخصّ قسم المخطوطات وغرفة المحقّقين ، لإتاحتهم الفرصة لي لمقابلة الرسالة مع المخطوطة ، وتوفير المصادر التي احتجتها في تحقيق هذه الرسالة .
وكذا أتقدّم بجزيل الشكر والتقدير إلى الاُستاذ الشيخ أسد مولوي الذي أتحفني بملاحظاته القيّمة .
سائلاً المولى الجليل أن يوفّق كلّ العاملين لخدمة هذا المذهب المظلوم .
|
فارس الحسّون ١٥ جمادى الثانية ١٤٠٨ حرم أهل البيت ـ قم |
مصادر الترجمة
الأعلام ، للزركلي |
|
بيروت / دار العلم للملايين |
أعيان الشيعة ، للسيد الأمين |
|
بيروت / دار التعارف للمطبوعات |
أمل الآمل ، للحرّ العاملي |
|
قم / دار الكتاب الإسلامي |
إيضاح المكنون ، للبغدادي |
|
بيروت / دار الفكر |
بحار الأنوار ، للمجلسي |
|
طهران / دار الكتب الإسلامية |
تكملة أمل الآمل ، للسيد الصدر |
|
قم / مكتبة آية الله المرعشي العامة |
تنقيح المقال ، للمامقاني |
|
النجف / المطبعة المرتضوية |
الذريعة ، للعلّامة الطهراني |
|
بيروت / دار الأضواء |
روضات الجنّات ، للخوانساري |
|
قم / مكتبة إسماعيليان |
رياض العلماء ، للأفندي |
|
قم / مكتبة آية الله المرعشي العامة |
الغدير ، للعلّامة الأميني |
|
بيروت / دار الكتاب العربي |
الكافي ، للكليني |
|
طهران / دار الكتب الإسلامية |
كشف الظنون ، للحاج خليفة |
|
بيروت / دار الفكر |
الكنى والألقاب ، للقمي |
|
قم / مكتبة بيدار |
المصباح ، للكفعمي |
|
قم / مكتبة إسماعيليان |
معجم المؤلفين ، لعمر رضا كحّالة |
|
بيروت / دار إحياء التراث العربي |