الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-543-4
الصفحات: ٣٩٢
بسم الله الرحمن الرحیم
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً * لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذّ ِبَ الْـمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّه كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً).
سورة الأحزاب (٣٣) : ٢٣ ـ ٢٤
عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام ; أنّه قال :
«.. لا تأخذنَّ معالم دينك عن غير شيعتنا ، فإنـّك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، إنّهم اؤتمنوا على كتاب الله عزّ وجلّ (١) فحرّفوه وبدّلوه ، فعليهم لعنة الله ، ولعنة رسوله ، ولعنة ملائكته ، ولعنة آبائي الكرام البررة ، ولعنتي ، ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة ..»
اختيار معرفة الرجال ١/٧ حديث ٤ (٢)
__________________
(١) وفي نسخة : جلّ وعلا.
(٢) رجال الكشي : ٣ ـ ٤ [طبعة جامعة مشهد] .. وعنه في بحار الأنوار ٢/٨٢ حديث ٢ ، ووسائل الشيعة ٢٧/١٥٠ باب ١١ حديث ٤٢.
عن أبي الحسن الثالث عليه السلام ; أنّه قال :
«.. فاصمدا في دينكما على كلّ مسنّ في حبّنا ، وكل كثير (١) القدم في أمرنا ، فإنـّهما (٢) كافوكما إن شاء الله تعالى ..».
رجال الكشي ١/١٥ حديث ٧ (٣)
اختيار معرفة الرجال : ٤ ـ ٥
__________________
(١) خ. ل. كبير.
(٢) وفي طبعة : «كلّ كبير التقدّم في أمرنا ، فإنّهم ..».
(٣) اختيار معرفة الرجال ١/٤ ـ ٥ (طبعة جامعة مشهد) حين سئل عمّن يؤخذ معالم دينه .. وعنه في وسائل الشيعة ٢٧/١٥١ حديث ٤٥ ، وبحار الأنوار ٢/٨٢ حديث ٣.
رجاء واعتذار ...!
قال العلاّمة المامقاني طاب ثراه في موسوعته هذه (١) :
إنّي أرجو من المطالعين في هذا الكتاب أمرين :
أحدهما :
أنّهم إذا عثروا على خطأ أو اشتباه يمرّون عليه قلم التعديل والإصلاح ، فإنّي وإن بالغت في إتقان أنقالي [كذا] وتصحيحها إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من السهو والاشتباه ، جلّ من لا يشتبه ولا يسهو ، والرجاء أن لا يبادروا إلى تغليط ما لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد الجزم بالاشتباه ، فإنّي كثيراً ما وجدت من بادر إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه فغلّط الصحيح.
__________________
(١) في التنبيه العاشر الآتي فيما نبّه عليه في أوّل المدخل من الكتاب ١ / ١٣[من الطبعة الحجرية].
ثانيهما :
أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق وحسن الخاتمة ، وميّتاً بالاسترحام والترضّي ; لأنّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب من التعب ما لا يتحمّله إلاّ العاشق الملحّ ، وإنّي طول عمري ـ وإن لم يكن نصيبي من الدنيا إلاّ التعب في التحرير والحرمان من الأُنس والراحة ـ إلاّ أنّ تصنيف هذا الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية فأثّر في جسدي
ما لو عثرت عليه لأخذتك الرقّة عليّ ، وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..
وما توفيقي إلاّ به ، عليه توكّلت وإليه أنيب ..
وأسأله بفضله وكرمه أن يثبـّتني في ديوان المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة الدائمة .. إنّه ذو فضل عظيم ، وكرم جسيم ..
* * *
نصيحة وحسرة ..!
قال طاب رمسه (١) :
الرجاء من طالبي العلم في هذا العصر المتعوس ، والزمان المنكوس ، أن يمعّنوا النظر في هذه الأوراق ، ويقدّروا مقدار ما أتعب به هذا المصنّف نفسه ، ويلتفتوا (٢) إلى أنّ أهل العلم ـ من الفريقين ـ كانوا يبذلون أنفسهم وأعمارهم وراحتهم في تشييد العلوم وتنقيحها ، ولم يكونوا ليتصوّروا ثمرة لدنياهم غير ذلك ، ولا يقصدوا (٣) بذلك التعب العظيم إلاّ وجه الله تعالى والخدمة للدين الحنيف ، وكانوا يعدّون ذلك أعظم تقدمة لآخرتهم .. فما بال أغلب
__________________
(١) كما جاء في آخر المجلّد الثالث من التنقيح ـ بعد خاتمة الخاتمة ـ وقد طبع بعده قطعة من جامع الرواة ، وقبل مقباس الهداية [صفحة : ٢٠] ، وسيأتي.
(٢) في الأصل : يلتفتون ..
(٣) في حجرية الأصل : يقصدون ..
طلاّب علوم عصرنا أخذوا هذا العمل الشريف وسيلة لدنياهم ، وتثاقلوا عن إتعاب النفس وبذل الجدّ والجهد .. حتّى كأنّ التعب في هذه العلوم لا نتيجة لها [كذا] في الآخرة أصلاً ..! والمشتكى إلى الله تعالى وإلى إمام العصر عجّل الله تعالى فرجه ، وجعلنا من كلّ مكروه فداه .. (١)
* * *
__________________
(١) وهو بحق .. كلام بلا تعليق! وما أشبه الليلة بالبارحة ..!
قال السيّد محمّد سعيد الحكيم (١) :
بسم الله خير الأسماء (٢)
تمّ بحمد الله تعالى ومنّه طبع كتاب :
تنقيح المقال في أحوال (٣) الرجال
من مصنّفات الشيخ الإمام العلاّمة ، قدوة المحقّقين ، وسلطان المدقّقين في علوم الدين ، آية الله الكبرى في بلاده ، وحجّته العظمى في عباده ، المحقّق الثالث ، والعلاّمة الثاني ، الساكن في جوار الله :
الحاج شيخ عبد الله المامقاني
قدس الله نفسه وطيّب رمسه
وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم الدين ، ولعمري لقد أتعب فيه
__________________
(١) ستأتي ترجمته في محلها (في صفحة : ١٧١ ـ ١٧٢).
(٢) سيكرر هذا التقريض هناك ، وقد جاء في آخر الموسوعة الرجالية من باب الأسماء بعد حرف الياء ٣/٣٤٥ من طبعة الأ وفست ، وفي الطبعة الحجرية الأصل بعد الكنى والألقاب والخاتمة ، صفحة : ١٢٦ من المجلّد الثالث من الطبعة الحجرية.
(٣) كذا ، ويعرف بـ : علم الرجال ، بدلاً من : أحوال الرجال.
نفسه الزكيّة وأجهدها ، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً كادحاً في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً .. حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً! كما شهد ذلك منه غير واحد من العلماء ، ووجد مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة التي كتبها بخطّ يده ، وقد طبعت صورته في أوّل الجزء الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور بعد ذلك ، وشرع في طبعه مصحّحاً له بنفسه حتّى كاد أن يتمّه طبعاً ..
وفي هذا من العناء والكدّ ما لا يقوم به إلاّ ذو نفس قدسيّة ، وهمّة عليّة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى أودى بنفسه الزكيّة ، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة ألف وثلاثمائة وواحد وخمسين بعد الهجرة ; لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين لا يستطيع أن يتمّه أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا اعتبر العلماء والعرفاء موته شهادة في سبيل العلم ، وسعادة في مقام العمل.
فنعم السعادة التي كانت من آماله ، والشهادة التي صارت خاتمة أعماله.
هذا ; مضافاًإلى ما أجهد به نفسه ـ منذ أوّل إدراكه ـ من التأليف والتصنيف في الفقه ، والحديث ، والأصولين ، والرجال ، والدراية ، والأخلاق .. وغيرها من أنواع العلوم الدينية ، وكفى كتابه الكبير المصنَّف في فقه الشريعة الّذي سمّاه :
(منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع الإسلام)
وهو يقع في ثلاثة وستين مجلّداً.
نسأل الله أن يوفّق محبّي العلم ومروّجي الشرع للقيام بطبعه ونشره ، فإنّه أهمّ كتبه عنده خاصّة ، والعلماء كافّة ، ليكون الكافل للعلم بعد صاحبه ، والقيّم عليه بعد وفاته ..
فلعمري لقد أصبح العلم وأهله بعده لا كافل له ، والتصنيف لا قيّم عليه ، ولا حيلة لهم سوى التطفّل على موائد تأليفه وتصنيفه ، جزاه الله عن العلم وأهله أحسن جزاء ، وحشره مع المصطفى محمّد وآله الأمناء ..
* * *