السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٢
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه غاية الحمد و منتهاه، و أقصى الثناء عليه و مداه، حمدا يقصر دون بعضه كلّ حمد، و لا يلمّ بأدنى أطرافه أبلغ حمد.
و الصلاة على أمينه المصطفى، و رسوله الأوفى، و رحمته الكبرى، محمّد بن عبد اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و على أهل بيته الأوفياء الصادقين، و الامناء المعصومين، و حجج اللّه الكبرى على العالمين، و رحمة اللّه و بركاته.
و بعد
فقد شكّلت قنوات الترابط الروحي المتجذّرة في أصول العقيدة الاسلامية المباركة، و بأشكالها المتعددة، و تفرّعاتها المختلفة، حالات تجسيد فعلية لجملة واسعة من المناهج التربوية الكبرى التي تتزيّن بها تلك العقيدة، و التي منها حلقات الاتصال الروحي و التواصل الفكري بالرموز الخالدة، و المراقي السامقة، المتمثّلة بالوجودات المقدّسة لأهل بيت العصمة (عليهم السّلام) و من خلال المحاورات و المناشدات الموسومة بالزيارات الخاصة و العامّة، و الشائعة التدوال بين عموم الشيعة.
و لا مناص من القول بانّ هذه المناهج، و رغم كونها اقرار و تسليم و بيعة لاولئك التقاة المطهّرين الذين أذهب اللّه تعالى عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، فانها في عين الوقت عملية ارتقاء روحية بالزائر تنتشله من ربقة الأطر المادية الزائفة الباهتة، و تحلّق به بعيدا في عالم الملكوت العظيم، حيث المثل الاسلامية العليا، و التجسيد الفعلي لها بكل أبعادها و سماتها، و بالتالي الولوج السليم من خلال أبواب الدعاء و الاستجابة التي أوصى اللّه تعالى عباده بالتمسّك بها، و السؤال بكراماتها.
نعم، إنّ هذا التمسّك الواعي و المتواصل بالزيارات الخاصّة بأهل البيت (عليهم السّلام) و المثابرة عليها-و ضمن المناهج السليمة لها، و القواعد التي يجب ان تخضع لها-يعد بلا أدنى شك واحدا من أرفع الأساليب الموصلة الى ابتغاء الوسيلة المقرّبة للّه تبارك و تعالى، و المفضية الى باحات رحمته الوارفة، و رياض عطاءاته السابغة.
و من هنا، فقد تعاهد الكثير من علماء الطائفة و مفكروها-و على امتداد الدهور-هذه الشجرة الطيبة المباركة بالرعاية و العناية، و الشرح و التهذيب، حتى أغنوا بجهودهم المتواصلة و الحريصة مكتبة الدعاء و الزيارة بالكثير من المؤلّفات و الأسفار التي أصبحت كالتمائم التي لا تنفك الشيعة من التعلّق بها، و التمسّك بمضامينها.
و لعل السيّد علي بن موسى بن طاووس الحلّي (رحمه اللّه) يعد-بلا مغالاة-واحدا من أوسع و أبرع من خلّف للامّة تراثا غنيا و كبيرا-قل نظيره- في هذا المنحى الكريم و المقدّس، و حيث تشهد بذلك مكتبته الكبيرة، رغم ضياع الكثير منها-كما هو معروف لدى الفضلاء و العلماء و الباحثين-
بل و رغم ما أحاطته من ظروف قاهرة، و أعباء شاقة عسرة ١.
و لا غرو في ذلك، فانّ لهذا العلم البارع تخصّصا فريدا و متميّزا، و أسلوبا رائعا شيقا ترك الكثير من الآثار البالغة في هذا المنحى الكبير من علوم مدرسة أهل البيت (عليهم السّلام) و مناهجها الكبرى، و به عرف و اشتهر، حتى قيل انّ فصاحة منطقه، و بلاغة كلامه، جعلت من عبارات دعواته و زياراته الملهمة المسطّرة في كتبه تشتبه كثيرا-عند البعض-مع عبارات أهل بيت العصمة (عليهم السّلام) ٢.
المؤلّف ٣و الكتاب
مؤلّف الكتاب هو السيّد علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن
١) واجه السيد ابن طاووس في حياته المباركة الشريفة جملة متعددة من الظروف العسرة التي حمّلته أعباء كبيرة أثقلت كاهله الشريف، منها: الغزو المغولي للدولة الاسلامية، و اسقاطهم لحكومته المركزية بعد مجازر وحشية مروعة، و حيث جهد السيّد (رحمه اللّه) في درء هذا الخطر عن الدولة الاسلامية ما قدر على ذلك، و لكنه جوبه بتعنّت الحاكم العبّاسي، و سوء تدبيره، فلم يجد السيّد ابن طاووس (رحمه اللّه) بدا من المحافظة على ما يمكن المحافظة عليه من الأنفس و الأعراض و الأموال في باقي مدن العراق، فوفّق في ذلك، و سلمت باقي المدن من هذا الاجتاج الوحشي، حين كان نصيب بغداد الخراب، و الدمار بأيدي المغوليين المتوحشين. و منها: تصديه (رحمه اللّه) لنقابة الطالبيين، و تحمّله لأعباء هذه المسؤولية الكبرى، و ما يرتبط بها من أعمال و مواقف كبيرة و متعددة، و التزامات شاقة منهكة، و حيث بقي متول لها حتى وفاته عام ٦٦٤ ه.
٢) راجع روضات الجنات ٤:٣٢٥.
٣) سبق للمؤسسة أن ترجمت للسيّد ابن طاووس (رحمه اللّه) في بعض اصداراتها التحقيقية لكتبه، راجع: الأمان من أخطار الاسفار و الازمان، الدروع الواقية من الأخطار. و للمزيد من التفصيل تراجع المصادر التالية المتعرّضة لترجمة حياته (رحمه اللّه) : أمل الآمل ٢:٢٠٥، لؤلؤة البحرين:٢٣٥، روضات الجنّات ٤:٣٢٥، تنقيح المقال ٢:٣١٠/٨٥٢٩، الكنى و الألقاب ١:٣٢٧، أعيان الشيعة ٨:٣٥٨، معجم المؤلّفين ٧:٢٤٨، الأنوار الساطعة:١١٦، البابليات ١:٦٥.
أحمد-و هو الطاووس-بن اسحاق بن الحسن بن محمّد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى السبط ابن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) .
ولد (رحمه اللّه) قبل ظهر يوم الخميس من منتصف شهر محرم الحرام عام ٥٨٩ ه في مدينة الحلة في وسط العراق.
أخذ العلم في باكورة حياته على جدّه ورّام، و على أبيه (قدّس سرّهما) ، فدرس الفقه و علوم الشريعة المختلفة الاخرى، و واكب عليها بحرص و رعاية حتى بز أقرانه، و تفوّق عليهم.
هاجر الى بغداد-مركز الدولة الاسلامية آنذاك-في حدود عام ٦٢٥ ه و استقر فيها حقبة من الزمن امتدت الى خمس عشرة سنة نال فيها مكانة رفيعة، و منزلة سامية في أوساط العلماء و الفضلاء، و نال احترام الجميع، و منهم رجال الدولة و سدنتها، و بشكل دفع الخليفة العبّاسي آنذاك ١الى مفاتحته صراحة بتسلّم الوزارة، و لكنه جوبه برفض السيّد (رحمه اللّه) ذلك الأمر، و اعراضه عنه، لأسباب ذكرها في مخاطبته لذلك الحاكم ٢.
كما ان بعض أعلام عصره طلب منه التصدي للفتيا و القضاء الشرعي، لما عرف منه من تضلّع كبير بالفقه، و ورع و تقوى اشتهر بهما، بيد انه
١) أي الخليفة المستنصر المتوفى عام ٦٤٠ ه.
٢) خاطب السيد ابن طاووس (رحمه اللّه) المنتصر بان المراد من تعيينه بهذا المنصب ان كان لاجل ان يسير وفق ما يريده هو و ما تريده بطانته، دون مراعاة لمشيئة اللّه تعالى و رسوله، فانه وجد و يجد الكثير من يقوم بهذا المنصب، و اما اذا كان وفق المقاييس الشرعية فان ذلك مما سيثير عليه البغضاء، و يدفع بالمقربين من الحاكم الى التشكيك به أمام الخليفة بحجة انه يريد الطعن به من خلال الايحاء للناس بان الامر لو وصل الى أتباع أهل البيت (عليهم السّلام) لكان على هذه السيرة الحسنة، و القاعدة السليمة، لا كما هو حال الامّة الآن.
رفض ذلك، و لم يقبله ١.
بقي السيّد ابن طاووس بعد ذلك متفرغا لاداء باقي أعماله و كتاباته التي أوقف نفسه عليها، فشهد الجميع له بانه كان-بحق-بحرا متراميا زاخرا باللؤلؤ و المرجان، كريما سمحا لا ينفك عن البذل و العطاء، حتى أدركته الوفاة في صبيحة اليوم الخامس من شهر ذي العقدة عام ٦٦٤ ه.
و أمّا الكتاب: فهو من كتب الزيارة و الدعاء النفيسة القيمة، و قد رتّبه مؤلّفه السيّد ابن طاووس (رحمه اللّه) في عشرين فصلا، أورد فيها جملة كبيرة من آداب السفر و مستحباته، ثم عرج منها الى آداب زيارة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و أهل بيته (عليهم السّلام) و بشكل واسع و مفصّل، ذاكرا من خلال ذلك جملة من فضائل تلك الزيارات.
بقي الكتاب و حتى صدوره بحلته القشيبة المحقّقة هذه رهين المخطوطات، و بعيد عن متناول القرّاء، رغم فائدته، و حاجة الناس اليه، و اعتماد الكثير من كتب الزيارة التي الّفت من بعده عليه، و هذا ما استدعى بالمؤسسة المبادرة الى تحقيقه، و تقديمه الى القرّاء الكرام ضمن سلسلة مصادر بحار الأنوار التي يعد هذا الكتاب واحدا منها.
و بالفعل فقد شرع العمل به بعد حصول المؤسسة على ثلاث نسخ مخطوطة نفيسة هي:
١-النسخة المحفوظة في مكتبة السيّد المرعشي العامّة برقم ٤٩٤٦ و التي يعود تأريخ نسخها الى عام ١٠٢٤ ه، و رمزنا لها بالحرف «م» .
١) يقول السيد ابن طاووس (رحمه اللّه) في ذلك: وجدت اللّه جل جلاله يقول في القرآن الكريم: و لو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثمّ لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين فرأيت ان هذا تهديد من رب العالمين، فكرهت و خفت من الدخول في الفتوى، حذرا من أن يكون فيها تقوّل عليه، و طلب رئاسة لا اريد التقرّب اليه، فاعتزلت.
٢-النسخة المحفوظة في نفس المكتبة برقم ١٦٠ و التي يعود تأريخ نسخها الى عام ١٠٨٧ ه، و رمزنا لها بالحرف «ه» .
٣-النسخة المخطوطة الثالثة، و هي من محفوظات المكتبة المرعشية أيضا، و برقم ٥٩٧. ، و رمزنا لها بالحرف «ع» .
و من ثم فقد استكملنا مراحل التحقيق المتدرجة وفق الاسلوب الجماعي المتبع في المؤسسة، حتى خرج الكتاب بهذا الشكل الماثل بين يدي القارئ الكريم.
و أخيرا فانّا لا يسعنا في نهاية المطاف إلاّ ان نتقدّم بالشكر الجزيل لجميع الاخوة الأفاضل الذين ساهموا في تحقيق هذا الكتاب، و نخص منهم بالذكر:
١-الأخوين الفاضلين الحاج عز الدين عبد الملك، و السيّد مظفر الحسن الرضوي اللذين قاما بمقابلة النسخ الخطية و تثبيت الاختلافات التي فيما بينها.
٢-الاخوة الافاضل: هيثم شاه مراد السمّاك، و سعد فوزي جودة، و السيّد عباس الشهرستاني و السيّد حسن الحكيم الذين تولوا مسؤولية تخريج أحاديث و روايات و زيارات الكتاب، و صياغة هوامشه و غير ذلك.
٣-الأخ المحقّق الفاضل الاستاذ علاء آل جعفر مسؤول لجنة مصادر البحار في المؤسسة الذي تولى مسؤولية تقويم و ضبط نص الكتاب، و الاشراف على تحقيقه.
وفّق اللّه الجميع لمراضيه، و تقبّل منهم صالح أعمالهم، انه سميع مجيب.
مؤسسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث
[مقدمة المؤلف]
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه المتفرد بدوامه و جلاله، و الصلاة على محمد و الخيرة من خلقه، أشهد له جلّ جلاله بالوحدانية و الجلال، و الرحمة و الإفضال، و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، و سيد بريته، و أن الأئمة من ولده و عترته.
أمّا بعد:
فإني لمّا رأيت آثار رحمة اللّه وجوده، و انتشار نعمه على عبيده عرفت أن هذه الرحمة تقتضي إرشادهم إلى الهدى، و إبعادهم عن مساقط الردى، و نصب الأعلام المأمونين لهم على ذلك، و تبيين المسالك من المهالك؛ لأنهم عند نصب هولاء الأعلام يكونون أقرب إلى الصلاح و أبعد من الآثام، و صريح العقل يشهد بلزوم هذه الهداية و الألطاف، لمن يظاهر بعموم توجه الإنصاف.
و رأيته سبحانه قد فعل الهداية مع الامم الماضية في الأيام الخالية. . . معهم بالعقل ١، و النقل المشهور عن النبي صلّى اللّه عليه و آله بما قادنا لسان الكتاب
١) العبارة مضطربة، و كذا وردت في نسخنا.
إليه في قوله تعالى-و قد كشف عن الالتباس-: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّ?اسِ ١فلما كانوا أحق بنشر ألوية الهداية، و أولى بالعناية و الرعاية، وجب في حكمته و إرشاده، أن ينصب لهم أعلاما على مراده.
و لا جرم فقد فعل سبحانه و تعالى بعباده فعل الشفيق اللطيف، و نصب لهم الأعلام على انقضاء التكليف، فقال ي?ا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اَللّ?هَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ ٢فدلّ على وجود من طاعته كطاعة اللّه و الرسول، بدلالة العطف و إطلاق الأمر الموصول، و عموم هذه الطاعة، و الوقت وقت البيان، يقتضي عصمة المطاع في السر و الإعلان، ليأمن المطيع من خلل الطاعة، و ليحرس التكليف عن الإضاعة.
و كل من قال بوجوب ذلك من الأنام، حكم بدوام جنسه مع بقاء الأيام.
و لو لا رحمة اللّه بثبوت هذا المعنى و تمامه، و إلاّ كان سبحانه قد منعنا من لطفه و إنعامه، ما خص به رسوله و أبناء أيامه، حوشي ربنا العادل الرحوم أن يريد منا مثل مراده منهم، ثم يقصر بنا في رحمته و لطفه عنهم. كيف و هو القائل لرسوله على رؤوس الأشهاد إِنَّم?ا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ ه?ادٍ ٣و في بعض ذلك دلالة على الإشارة.
فأما تعيينهم صلوات اللّه عليهم، فشهد صريح العقل أن الحكيم لا يؤتي حكمته جاهلا، و لا يملّك أمانته مضيعا غافلا، و لا يسند إصلاحه إلى مفسد في الفعال و المقال، و لا يضع دلالته موضع التخيير و الإهمال، و انه متى فعل ذلك فقد نقض ما بناه، و جعل الحجة لمن عصاه.
محال وجود النور في بيت ظلمة و ان يهتدى في ظل حيران حائر
١) آل عمران ٣:١١٠.
٢) النساء ٤:٥٩.
٣) الرعد ١٣:٧.
فلا تطمعوا بالعدل من غير أهله و لا بالتقى من غير أهل البصائر
و إذا دلّ العقل على لزوم أوصاف الكمال و وجوبها للأعلام.
قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: «أُمَّتِي لاَ تَجْتَمِعُ عَلَى خَطَإٍ وَ لاَ ضَلاَلٍ» ١. و ليس من يدعى له وجوب تلك الخصال إلا خواصّ من العترة و الآل، فوجب أن يكونوا مراد الحكيم، و الهادين له إلى الصراط المستقيم.
و هذا القدر من الدليل يكشف لك قناع التفصيل. و من أراد زيادة الكشف و البيان، فعليه بتصانيف أهل الايمان، فإن فيها شفاء لأسقام الأفهام، و ضياء لظلام الأنام.
و إذا ثبت تعيين أئمّة الأنام لزم العباد تعظيم قبورهم بعد الوفاة بطريق تعظيم أمورهم حين الحياة، و أن يتوجهوا إلى اللّه بهم فإنه أهل القبول بشهادة المعقول و المنقول.
رجال إذا الدنيا دجت أشرقت بهم و إن أجدبت يوما بهم ينزل القطر
أقاموا بظهر الأرض فاخضرّ عودها و حلّوا ببطن الأرض فاستوحش الظهر
أخلق بمن توجه بهم أن يظفر بالمراد، و يسعد في الدنيا و المعاد؛ لأن الملاء إنما كان في وصفه و آلائه، تعرف حق المتوجه إليه باوليائه.
وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ اِبْنِ عَامِرٍ اَلتَّيالِي-وَاعِظِ أَهْلِ اَلْحِجَازِ-قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ: مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَكَ وَ عَمَّرَ تُرْبَتَكَ؟
١) رواه ابن ماجة في سننه ٢:١٣٠٣/٣٩٥٠.
قَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ اَلْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ: أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: وَ اَللَّهِ لَتُقْتَلَنَّ بِأَرْضِ اَلْعِرَاقِ وَ تُدْفَنُ بِهَا. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ، مَا لِمَنْ زَارَ قُبُورَنَا وَ عَمَّرَهَا؟ فَقَالَ: يَا أَبَا اَلْحَسَنِ، إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ قَبْرَكَ وَ قَبْرَ وُلْدِكَ بِقَاعاً مِنْ بِقَاعِ اَلْجَنَّةِ وَ عَرْصَةً مِنْ عَرَصَاتِهَا، وَ إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ قُلُوبَ نُجَبَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَ صَفْوَةٍ مِنْ عِبَادِهِ تَحِنُّ إِلَيْكُمْ وَ تَحْمِلُ اَلْمَذَلَّةَ وَ اَلْأَذَى فِيكُمْ فَيَعْمُرُونَ قُبُورَكُمْ، وَ يُكْثِرُونَ زِيَارَتَكُمْ تَقَرُّباً مِنْهُمْ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى، وَ مَوَدَّةً مِنْهُمْ لِرَسُولِهِ، أُولَئِكَ-يَا عَلِيُّ-اَلْمَخْصُوصُونَ بِشَفَاعَتِي اَلْوَارِدُونَ حَوْضِي، وَ هُمْ زُوَّارِي غَداً فِي اَلْجَنَّةِ.
يَا عَلِيُّ، مَنْ عَمَّرَ قُبُورَكُمْ وَ تَعَاهَدَهَا فَكَأَنَّمَا أَعَانَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَى بِنَاءِ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ، وَ مَنْ زَارَ قُبُورَكُمْ عَدَلَ ذَلِكَ ثَوَابَ سَبْعِينَ حَجَّةً بَعْدَ حَجَّةِ اَلْإِسْلاَمِ، وَ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ زِيَارَتِكُمْ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَأَبْشِرْ وَ بَشِّرْ أَوْلِيَاءَكَ وَ مُحِبِّيكَ مِنَ اَلنَّعِيمِ وَ قُرَّةِ اَلْعَيْنِ بِمَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَ لاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.
وَ لَكِنَّ حُثَالَةً مِنَ اَلنَّاسِ يُعَيِّرُونَ زُوَّارَكُمْ بِزِيَارَتِكُمْ كَمَا تُعَيَّرُ اَلزَّانِيَةُ بِزِنَاهَا، أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي لاَ نَالَتْهُمْ شَفَاعَتِي وَ لاَ يَرِدُونَ حَوْضِي» ١.
و ها نحن عازمون على ترتيب زيارة قبورهم و مشاهد حضورهم للمعنى المقصود، و متعرضون بذلك لنفحات الكرم و الجود. فمن كان حاضرا عند تلك المحال الطواهر، زارها على ما سيأتي من الشرح المتناصر. و من كان بعيد الدار و معذورا في ترك الحضور، فحكمه الإيماء بالزيارة و فعلها على الوجه المذكور، و من وفقه اللّه للسفر فسنذكر ما يتعلق به على الوجه اللطيف إن شاء اللّه تعالى.
١) رواه المفيد في مزاره:١٩٧/١٢، و الطوسي في التهذيب ٦:٢٢/٥٠ و ١٠٧/١٨٩، و المصنف في فرحة الغري:٧٦.
و قد تعرّضنا للبسط في زيارات من قربت منا داره، و تيسر لنا ازدياره، على أننا لم نخل أهل البعاد من ذكر ما يقوم بالمراد، و إن كنا لم نقصد في الجميع صلوات اللّه عليهم استيفاء ما وقفنا عليه، جعل اللّه ذلك خالصا لوجهه مقربا إليه.
و قد وسمناه ب(مصباح الزائر و جناح المسافر) و رتبناه على عشرين فصلا، و سنذكر أولا ما يحتوي كل فصل عليه، ليعلم ناظره موضع المراد منه فيقصد إليه.
الفصل الأول: في مقدمات السفر و آدابه، و ما يتعلق بذلك أو يلحق ببابه.
هذا الفصل فيه أختيار أيام السفر و غسل السفر و الدعاء عنده، و توديع الأهل و كيفيته، و ما يفعله عند العزم على السفر في الأيام المكروهة، و ما يقال على باب داره وقت توجهه، و ذكر الصدقة أمام السفر و ما يقال عندها، و ذكر ما ورد في أخذ عصى اللوز المرّ و ما يقال معها، و ما يقوله من خرج وحده لسفر، و فضيلة التحنّك بالعمامة، و فضيلة أخذ تربة الحسين عليه السّلام في السفر، و ما يقال عند ذلك، و اختيار وقت السفر، و ما يقول عند هبوط الوهاد، و ما يقال عند الصعود منها، و ما يقوله عند عبور قنطرة أو جسر، و ما يقوله عند الإشراف على قرية أو بلد، و ما يفعله عند نزول المنزل، و ما يقوله عند خوف السبع، و ما يقوله عند خوف الهوام، و ما يقوله عند خوف الأعداء و اللصوص، و ما يقوله عند خوف الشياطين، و ما يقوله في أحوال غيبته لحفظ نفسه، و ما يفعله عند الرحيل من المنزل، و ما يقوله عند ضلال الطريق، و ما يفعله عند استصعاب الدابة، و ما يقوله عند ركوب السفينة.
الفصل الثاني: في فضل زيارة سيدنا الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من طريق الخبر المنقول.
و هذا الفصل فيه أربعة أحاديث في فضل زيارته صلوات اللّه عليه و آله و سلامه.
الفصل الثالث: في شرح زيارته لمن وصل إلى محله الشريف، و ذكر عمل مسجده المنيف، و ما يتصل بالمعنى من زيارة سيدة النساء، و زيارة قبور الشهداء، و ما يتعلق بذلك أيضا على التقريب.
و هذا الفصل فيه ما يفعله الزائر عند دخوله المدينة، و عند الوقوف على باب مسجدها، و ما يفعله عند دخول المسجد المذكور، و ما يفعله عند الوصول إلى حجرة النبي صلّى اللّه عليه و آله، و كيفية زيارته عليه السّلام، و العمل عند المنبر، و العمل في الروضة، و زيارة الزهراء في الروضة، و زيارتها صلوات اللّه عليها من بيتها و البقيع، و العمل عند مقام جبرئيل عليه السّلام، و ما يفعله الزائر عند اسطوانة أبي لبابة، و زيارة إبراهيم ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و زيارة فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين، و زيارة حمزة بن عبد المطلب، و زيارة قبور الشهداء باحد، و شيء من عمل المساجد و المواضع المذكورة بالمدينة، و ذكر وداع النبي صلوات اللّه عليه و آله.
الفصل الرابع: في ذكر الأمر بزيارة النبي عليه السّلام من البعد و كيفيتها.
و هذا الفصل فيه حديثان في الأمر بذلك، و في كيفيتها على أوضح المسالك.
الفصل الخامس: في ذكر زيارة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام، و ما يتقدمها من العمل بالأماكن الشريفة في الكوفة، و تفصيل ذلك على القاعدة المألوفة.
و هذا الفصل فيه حديثان في فضل زيارته، و ما الذي يفعله الزائر عند
الوصول إلى شريعة الكوفة، و ذكر زيارة يونس بن متى عليه السّلام، و التنبيه على فضل الكوفة، و ما يقال عند دخولها، و ما يقال عقيب ذلك، و ما يقال عند الوقوف على باب الفيل من أبواب مسجد الكوفة الأعظم، و ما يقال عند دخول المسجد المذكور، و الصلاة و الدعاء عند الإسطوانة الرابعة مما يلي باب الأنماط، و الصلاة و الدعاء على دكة القضاء، و الصلاة و الدعاء على دكة الطشت، و الصلاة و الدعاء في وسط المسجد، و صفة صلاة أخرى في وسط المسجد ايضا، و الصلاة و الدعاء عند السابعة، و الصلاة و الدعاء عند الخامسة، و الصلاة و الدعاء على دكة زين العابدين عليه السّلام، و الصلاة و الدعاء عند باب أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، و صلاة أخرى و دعاؤها عند الباب المذكور، و صلاة هناك أيضا للحاجة و دعاؤها، و الصلاة و الدعاء في الموضع الذي ضرب فيه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و سلامه، و صلاة للحاجة هناك و دعاؤها، و الصلاة و الدعاء على دكة الصادق عليه السّلام، و صلاة للحاجة و دعاؤها حيث شئت من الجامع المذكور، و زيارة لمسلم ابن عقيل، و زيارة لهانئ بن عروة.
و الصلاة و الدعاء عقيب دخول مسجد السهلة، و الصلاة و الدعاء في بيت إبراهيم عليه السّلام بمسجد السهلة، و الصلاة و الدعاء في الزاوية الغربية من مسجد السهلة أيضا، و الصلاة و الدعاء في الزاوية الشرقية من مسجد السهلة، و الصلاة و الدعاء في البيت الذي في وسط مسجد السهلة.
و عمل مسجد زيد بن صوحان، و عمل مسجد صعصعة بن صوحان، و عمل مسجد غني، و عمل مسجد جعفي، و شيء من عمل مسجد بني كاهل.
الفصل السادس: في ذكر زيارات أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة و السّلام، موضوعة لسائر الشهور و الأيام، و ما يتبعها، و ذكر مقدمات لذلك.
و هذا الفصل فيه ذكر التوجه من الكوفة إلى المشهد، و ما يقول عند ذلك،
و ما يقول عند الوصول إلى الخندق، و ما يقول عند رؤية قبة المشهد المذكور، و ما يفعله عند الوصول إلى الثوية، و ما يقوله عند الحنانة ١، و ما يقول عند الوصول إلى باب حصن المشهد، و ما يقول عقيب دخوله، و ما يقول عند الباب الأول من ابواب المشهد الشريف، و ما يقول إذا بلغ باب الصحن، و ما يقوله إذا دخل الصحن المذكور، و ما يقوله عند الوقوف على باب السّلام، و ما يقوله إذا وقف على باب قبته الشريفة، و شرح زيارته عليه السّلام، و زيارة آدم عليه السّلام، و زيارة نوح عليه السّلام، و ما يقال عقيب زيارته و عقيب كل صلاة يصليها هناك خاصة، و دعاء آخر عقيب زيارته، و أربع زيارات أيضا مختارات له صلوات اللّه عليه و سلامه.
الفصل السابع: في ذكر زيارات أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه المخصوصة بالأيام و الشهور، و مختار ما يتعلق بها من قول أو عمل مبرور.
و هذا الفصل فيه حديث يدل على زيارة يوم الغدير، و فيه خطبة مليحة لأمير المؤمنين عليه السّلام في يوم الغدير، و فيه كيفية الزيارة في ذلك اليوم، و صلاة ذلك اليوم أيضا و دعاؤه.
و فيه كيفية زيارته في ليلة السابع و العشرين من رجب و يومها، و مختار الصلاة و الدعاء في الليلة و اليوم المذكورين.
و فيه الإشارة إلى زيارته عليه السّلام في يوم السابع عشر من شهر ربيع الأول، و عمل ذلك اليوم.
الفصل الثامن: في فضل زيارة مولانا الحسن السبط ابن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما، و كيفيتها.
١) في نسخة «م» الجبانة.
و هذا الفصل فيه تنبيه على فضل زيارته، و فيه زيارة مختصرة له عليه أفضل السّلام.
الفصل التاسع: في مختار زيارات مولانا الحسين بن علي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما التي يزار بها في سائر الأيام، و ذكر بعض ما ورد في فضل ذلك من الخبر العام. و ذكر زيارات الشهداء على التفصيل و الإجمال، و ما يتعلق بالتربة المقدسة من أسباب الإجلال.
و هذا الفصل فيه سبعة أحاديث تدل على فضل زيارته في كل وقت على العموم، و كيفية زيارته عليه السّلام، و زيارة الشهداء مجملة، و زيارة للعباس مفصلة، و وداعه، و ذكر وداع الحسين عليه السّلام مستوفى، و وداع علي بن الحسين و الشهداء كافة مجملة، و ما نعتمد عقيب ذلك.
و فيه زيارة أخرى للحسين صلوات اللّه عليه، و كيفيتها من حين خروج الزائر من منزله إلى حين الفراغ منها، و هي زيارة مليحة فصيحة، و زيارة علي بن الحسين مبسوطة، و زيارة الشهداء من آل الحسين بأسمائهم، و زيارة الشهداء من أصحابه صلوات اللّه عليهم، و ما يتعقب ذلك، و دعاء الزيارة و وداعها، و زيارة ثالثة للحسين عليه السّلام مستوفاة، و زيارة رابعة له صلوات اللّه عليه مختصرة، و زيارة خامسة له صلوات اللّه عليه ذات فضل عظيم، و ما يقال حين الخروج من حضرته الشريفة كل وقت، و ذكر فضل تربته المقدسة، و حد الموضع الذي تؤخذ منه، و كيفية الأخذ، و كيفية الاستشفاء بها، و ما يقال و يعمل عند ذلك بست روايات مختارات.
الفصل العاشر: في ذكر زيارات الحسين صلوات اللّه عليه المخصوصة بالأيام و الشهور، و تفصيل فضلها على الوجه المأثور، و ما يتبعها من زيارة الشهداء أيضا على الإجمال و التفصيل، و مختار ما يتعلق بتلك الأوقات من القول
أو الفعل الجميل.
و هذا الفصل فيه ثلاثة أحاديث في فضل زيارة عاشوراء، و حديث رابع يتضمن فضلها و كيفيتها، و حديث خامس يتضمن فضلها أيضا و كيفية أخرى، و الدعاء المأثور عقيبها و زيارة الشهداء في ذلك اليوم بأسمائهم، و حديث في فضل زيارة الأربعين و كيفيتها أيضا، و زيارة علي بن الحسين عليهما السّلام في يوم الأربعين مختصرة، و زيارة الشهداء و العباس كذلك، و زيارة للحسين عليه السّلام أخرى في يوم الأربعين.
و حديث في فضل زيارة أول يوم من رجب، و كيفية الزيارة للحسين عليه السّلام في هذا اليوم، و زيارة علي بن الحسين عليهما السّلام فيه أيضا مستوفاة، و زيارة الشهداء من آل الحسين عليهم السّلام بأسمائهم في [هذا]اليوم أيضا، و زيارة الشهداء من أصحابه بأسمائهم في اليوم المشار إليه أيضا، و شيء من عمل أول ليلة من رجب و يومها.
و حديث في الأمر بزيارة الحسين عليه السّلام في يوم النصف من رجب، و الإشارة إلى ما يحسن اعتماده في كيفية هذه الزيارة، و مختار عمل ليلة النصف و يومها.
و ثلاثة أحاديث في فضل زيارة النصف من شعبان، و الإشارة إلى صفة هذه الزيارة، و مختار العمل في هذه الليلة.
و حديثان في فضل زيارة ليلة القدر، و كيفية الزيارة للحسين عليه السّلام في هذه الليلة، و زيارة علي بن الحسين عليهما السّلام في هذه الليلة مختصرة، و زيارة الشهداء و العباس كذلك، و مختار عمل ليلة القدر.
و حديثان في فضل زيارة ليلة عيد الفطر، و كيفية زيارة الحسين عليه السّلام في ذلك الوقت، و زيارة علي بن الحسين في تلك الحال مختصرة، و زيارة الشهداء و العباس كذلك، و مختار من عمل ليلة الفطر، و مختار من عمل يوم
عيدها، و صفة صلاة العيد و غير ذلك.
و ثلاثة أحاديث في فضل زيارة عرفة، و كيفية زيارة الحسين عليه السّلام في هذا الوقت، و زيارة علي بن الحسين و الشهداء و العباس في ذلك الوقت المذكور أيضا، و مختار العمل و الأدعية في يوم عرفة.
و حديث في فضل زيارة عيد الأضحى، و الاشارة إلى كيفيتها في هذا الوقت، و مختار العمل و الدعاء في هذا العيد، و زيارة الحسين صلوات اللّه عليه مختصرة لمن يزوره في أيام العيد عنه.
الفصل الحادي عشر: في فضل زيارة الأئمة المطهرين علي بن الحسين زين العابدين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق صلوات اللّه عليهم اجمعين، و ذكر كيفيتها.
و هذا الفصل فيه حديث في فضل زيارة الأئمة عليهم السّلام، و زيارة جامعة لهؤلاء الأئمة المذكورين خاصة مختصرة، و وداعهم، و الإشارة إلى موضع السبط في هذا الكتاب.
الفصل الثاني عشر: في فضل زيارة مولانا موسى بن جعفر الكاظم صلوات اللّه عليه و ذكر كيفيتها.
و هذا الفصل فيه ثلاثة أحاديث في معنى زيارته عليه السّلام، و كيفية فعلها عند الوصول إلى حضرته. و زيارتان مختارتان يزار بهما أيضا صلوات اللّه عليه.
الفصل الثالث عشر: في فضل زيارة مولانا علي بن موسى الرضا صلوات اللّه عليه و ذكر كيفيتها.
و هذا الفصل فيه ستة أحاديث تدل على فضل زيارته صلوات اللّه عليه، و فيه شرح الزيارة من حين الخروج من منزله إلى حين الوداع له سلام اللّه عليه.
الفصل الرابع عشر: في فضل زيارة مولانا أبي جعفر محمد بن علي الجواد صلوات اللّه عليه و ذكر كيفيتها.
و هذا الفصل فيه حديث في فضل زيارة الأئمة صلوات اللّه عليهم، و زيارة مبسوطة للجواد صلوات اللّه عليه، و زيارتان-أيضا-مختصرتان يزار بهما عليه السّلام، و ذكر وداعه و وداع الكاظم صلوات اللّه عليهما.
الفصل الخامس عشر: في فضل زيارة مولانا أبي الحسن علي بن محمد الهادي صلوات اللّه عليه و ذكر كيفيتها.
و هذا الفصل فيه حديث في فضل زيارة الأئمة عليهم السّلام، و كيفية زيارة الهادي عليه السّلام خاصة.
الفصل السادس عشر: في فضل زيارة مولانا أبي محمد الحسن ابن علي العسكري صلوات اللّه عليه و ذكر كيفيتها و ما يلحق بها.
و هذا الفصل فيه تنبيه على فضل زيارة الأئمة صلوات اللّه عليهم، و كيفية زيارة هذا الإمام عليه السّلام، و زيارة أم القائم صلوات اللّه عليه، و وداع العسكريين صلوات اللّه عليهما و سلامه.
الفصل السابع عشر: في زيارة مولانا صاحب الأمر صلوات اللّه عليه و ما يلحق بذلك.
و هذا الفصل فيه كيفية زيارته عند الوصول إلى شريف حضرته، و ما يقال عقيب ذلك، و خمس زيارات له صلوات اللّه عليه، و دعاء الندبة، و ما يزار به عليه السّلام كل يوم بعد الفجر، و العهد المأمور بتلاوته في حال الغيبة، و ما يعتمد عند الانصراف من حرمه الشريف صلوات اللّه عليه و سلامه.
الفصل الثامن عشر: في مختار الزيارات الجوامع الموضوعة لزيارة كل إمام في سائر الشهور و الأيام و ما يلحق بها، و فيه خمس زيارات.
و هذا الفصل فيه زيارة جامعة مبسوطة فصيحة، و كيف يعتمد الإنسان فيها من حين الخروج من منزله إلى حين الوداع، و ما يقال و يدعى به عقيبها، و زيارة ثانية جامعة مختصرة، و زيارة ثالثة جامعة مليحة مبسوطة، و زيارة رابعة من كلام الرضا عليه السّلام جامعة، و زيارة خامسة جامعة-أيضا-مختصرة، و التنبيه على زيارة سادسة جامعة أيضا.
الفصل التاسع عشر: في زيارات جامعة من وجه مذكور، و مختصة من وجه آخر مأثور، و فيه أربع زيارات.
و هذا الفصل فيه حديث في فضل زيارة جامعة للأئمة عليهم السّلام في أيام رجب خاصة، و فيه كيفية هذه الزيارة، و فيه زيارتان مشتركتان بين الهادي و العسكري خاصة، و فيه زيارة جامعة للنبي و الأئمة عليهم السّلام من البعد خاصة.
الفصل العشرون: في زيارة قبور أبرار أولاد الأئمة الطاهرين، و كيفية زيارة قبور المؤمنين، و غير ذلك من الاسباب المتعلقة بهذا الكتاب.
و هذا الفصل فيه زيارتان لقبور أولاد الأئمة عليهم السّلام، و أربع زيارات لسلمان الفارسي رضوان اللّه عليه، و وداعه أيضا، و ذكر فضل زيارة قبور المؤمنين، و ثلاث زيارات لقبورهم رحمة اللّه عليهم و ما يلحق بها.
و حديث في ما يستحب للانسان أن يقرأه بين القبور، و زيارات أبواب الحجة صلوات اللّه عليه، و ذكر حال من يريد التطوع بالزيارة عن ذي نسب أو سبب، و ذكر حال التطوع بالزيارة عن جميع إخوانه أو قوم يعنيهم بقلبه و لسانه،
و ذكر حال المأمور بالنيابة في الزيارة، و ذكر زيارة مبسوطة مليحة يزور بها من ينوب [عن]غيره أيضا.
و أحاديث مستحسنة تتعلق ببعض معاني الكتاب، و صفة صلوات لزيارة الحسين عليه السّلام مستحسنة، و ما يدعى به عقيبها.
و حديث في معنى صاحب الأمر صلوات اللّه عليه، و فضل زيارة الحسين عليه السّلام.
و حديث ابن كشمرد مع سليمان القرمطي؛ لتعلقه بفضل الأئمة صلوات اللّه عليهم، و فيه-أيضا-ذكر مقتل الحسين عليه السّلام مستوفى.
قال عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسني، جامع هذا الكتاب: و من وقف على تفصيل ما أجملناه، و اطلع على ما حواه، عرف عند ذلك تميّز كتابنا على ما صنف في سبيله، و راح شاهدا بكماله و تفضيله، و لعلك أيها المطلع على ما ذكرناه، تستثقل العمل بمضمونه و مقتضاه، و تقول: لو كان أخلاه من عمل مدينة الرسول، و اقتصر على بعض الفصول، كان ذلك أخف على القلوب، و أحسن في المطلوب.
و اعلم-وفقك اللّه-أننا لو سلكنا ما أشرت إليه، كان أهل النشاط و الزهادة إذا وقفوا عليه يقولون: لو كان هذا الكتاب حاويا لمحاسن فنون الزيارات، و جامعا لما يعمل الانسان في تلك الأوقات، و مبسوطا في الإصدار و الإيراد، كان ذلك أنفع لنا في المراد، فكنّا لا نخلو من الاعتراض و الملام؛ لما نعرفه من اختلاف أغراض الأنام.
و ربّما خطر لك ها هنا أن تقول: فإذا كان الأمر على هذا السبيل، و أن الإنسان لا يخلو من عاتب مع التكثير و التقليل، فهلا أفرد منه مختصرا يصلح لأوقات الضجر و الاشتغال، و جعل هذا المزار الكبير لساعات التفرغ و الإقبال؟
فأقول: إن الأعمال المطلوبة من هذا العبد الضعيف، ليست مقصورة على