عيون أخبار الرضا عليه السلام - ج ١

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

عيون أخبار الرضا عليه السلام - ج ١

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٨
الجزء ١ الجزء ٢

١
٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله (١) الواحد القهار العزيز الجبار ، الرحيم الغفار، فاطر الأرض والسماء ، خالق الظلمة والضياء ، مقدر الأزمنة والدهور، مدير الأسباب والأمور ، باعث من في القبور، المطلع على ما ظهر واستتر، العالم بما سلف وغير، الذي له المنة والطول ، والقوة (٢) والحول .

أحمده على كل الأحوال، وأستهديه لأفضل الأعمال، وأعوذ به من الغي والضلال، وأشكره شكراً أستوجب به المزيد ، وأستنجز به المواعيد ، وأستعينه على ما ينجي من الهلكة والوعيد .

__________________

(١) يوجد على الصفحة الأولى من نسخة ك طريق إلى الشيخ الصدوق بخط السيد المرعشي الله هذا نصه : النسخة نفيسة جداً مصححة بالدقة ، ثم إني وجدت في نسخة أخرى لي في مكتبتي الموقوفة العامة وفي أولها هكذا : قال الشيخ المؤتمن الوالد أبو الحسن علي بن أبي طالب بن محمد بن أبي طالب التميمي المجاور بالغرى ، قال : حدثني الأمير السيد الأوحد الفقيه العالم عز الدين سند الشرف شرف السادة أبو محمد شرفشاه بن أبي الفتوح محمد بن الحسين بن زيارة الحسيني الأفطسي النيشابوري أدام الله رفعته في شهور سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله ومجاوريه .

قال : حدثنا الشيخ الفقيه العالم أبو الحسن علي بن عبد الصمد التميمي رضي‌الله‌عنه في داره بنيشابور في شهور سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ، قال : حدثنا السيد الإمام الزاهد أبو البركات الخوري رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الشيخ الإمام العالم الأوحد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمى مصنف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه قال : الحمد الله الواحد القهار .

(٢) في حاشية وك في نسخة ، والقدرة .

٣

وأشهد أن لا إله إلا الله ، الأول فلا يوصف بابتداء، والآخر فلا يوصف بانتهاء ، إلها يدوم ويبقى، ويعلم السر وأخفى، وأشهد أن محمداً عبده المكين، ورسوله الأمين، المعروف بالطاعة ، الموعود بالشفاعة (١) ، فإنه أرسله لإقامة العوج، وبعثه لنصب (٢) الحجج ؛ ليكون رحمة للمؤمنين، وحجة على الكافرين، ومؤيداً بالملائكة المسومين ، حتى ( أظهر دين الله على كره المشركين) (٣) صلى الله عليه وآله (٤) الطيبين. وأشهد أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ومولى المسلمين وخليفة رسول رب العالمين ، وأشهد أن الأئمة من ولده حجج الله إلى يوم الدين ، وورثة علم النبي ين ، صلوات الله ورحمته وسلامه وبركاته عليهم أجمعين .

قال الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه - نزيل الرى مصنف هذا الكتاب رحمة الله عليه : وقع إلى قصيدتان من قصائد الصاحب الجليل كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل ابن عباد أطال الله بقاءه، وأدام دولته ونعمائه وسلطانه، وأعلاه في إهداء السلام إلى الرضا عليه‌السلام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم ، فصنفت هذا الكتاب الخزانته المعمورة ببقائه ، إذ لم أجد شيئاً أثر عنده ، وأحسن موقعاً لديه من علوم أهل البيت عليهم‌السلام لتعلقه أدام الله عزه بحبلهم ، واستمساكه بولايتهم ، واعتقاده بفرض طاعتهم ، وقوله بإمامتهم ، وإكرامه لذريتهم ، وإحسانه إلى شيعتهم ،

__________________

(١) في نسخة (ك) : المنتجب للشفاعة وفي دره المنتجب بالشفاعة.

(٢) في نسخة لك ليصير، وفي نسخة (هـا لتبصير، وفي انا لتنصيب.

(٣) في حاشية اك في نسخة : أظهره الله على كثرة المشركين .

(٤) في نسخة ج ، هـ ، ر ، ك : صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤

قاضياً بذلك حق إنعامه علي، ومتقرباً به إليه لأياديه الزهر عندي ، ومننه الغر لدي ، ومتلافياً بذلك تفريطي الواقع في خدمته، راجياً به قبوله العذري، وعفوه عن تقصيري، وتحقيقه لرجائي فيه وأملي ، والله تعالى ذكره ( يبسط بالعدل يده ، ويُعلى بالحق كلمته ، ويديم على الخير قدرته) (١) يسهل المحن بكرمه وجوده .

وابتدأت بذكر القصيدتين ؛ لأنهما سبب التصنيفي هذا الكتاب .

قال الصاحب الجليل إسماعيل بن عباد الله في إهداء السلام إلى الرضا عليه‌السلام:

يا سائراً زائراً (٢) إلى طوس

مشهد طهر وأرض تقديس

أبلغ سلامي الرضا وحط على

أكرم رمس لخير (٣) مرموس

والله والله حلفة صدرت

من مخلص في الولاء مغموس

إني لو كنت مالكا إربي

كان بطوس الغناء (٤) تعريسي

وكنت أمضي العزيم مرتحلاً

منتفاً فيه قوة العيس

لمشهد بالزكاء ملتحف

وبالسنا والسناء (٥) مأنوس

يا سيدي و ابن سادتي ضحكت

وجوه دهري بعقب تعبيس

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في نسخة (ج ، ک ، ر) .

(٢) في حاشية اك في نسخة : وافداً ، وفي الديوان با زائراً سائراً .

(٣) في نسخة ج . ها : بخير .

(٤) في نسخة (ج) وحاشيتي ك . ع : العنا.

والغناء : القرية الكثيرة الأهل والعشب - غريب الحديث للهروي ٤ : ١٨٢ ، والعين ٤ : ٣٤٩ .

(٥) السنا : الضوء ، والسناء : الرفعة والشرف الصحاح ٦: ٢٣٨٣ - سنا .

٥

لما رأيت النواصب انتكست (١)

راياتها في زمان (٢) تنكيس

صدعت بالحق في ولائكم (٣)

والحق مذ كان غير منحوس

يابن النبي  الذي به قمع (١)

الله ظهور الجبابر الشوس

وابن الوصي الذي تقدم في

الفضل على البزل القناعيس

وحائز الفخر (٥) غير منتقص

ولابس المجد غير تلبيس

إن بني النصب كاليهود وقد

يخلط تهويدهم بتمجيس

كم دفنوا في القبور من نجس

أولى به الطرح في النواويس

عالمهم عند ما أباحثه

في جلد ثور ومسك جاموس

( إذا تأملت شوم جبهته

عرفت فيها اشتراك (٣) إبليس) (٧)

لم يعلموا - والأذان يرفعكم -

صوت أذان أم قرع ناقوس

أنتم حبال اليقين أعلقها

ما وصل العمر حبل تنفيس

کم فرقة فيكم تكفرني

ذللت هاماتها بفطيس

قمعتها بالحجاج فانخذلت (٨)

تجفل علي بطير (٩) منحوس

إن ابن عباد استجار بكم

فما يخاف الليوث في الخيس

__________________

(١) في الديوان : انقلبت (٢) في نسخة (ج) : ضمان ، وكذلك الديوان .

(٣) في حاشية ك : في نسخة : ولايتكم .

(٤) في الديوان : قصم .

(٥) في حاشية (ك) في نسخة : الفضل . وكذلك الديوان .

(٦) في الديوان : أشراك ، وفي نسخة دره : شرك .

(۷) ما بين القوسين لم يرد في نسخة اج ، ك ، ها .

(٨) في حاشية اك في نسخة : فانجدلت ، وفي ك ، ره والديوان : فانخزلت .

(٩) في نسخة (ج) : نظير ، وفي الديوان : كطير .

٦

كونوا أيا سادتي وسائله

يفسح له الله في الفراديس (١)

كم مدحة فيكم يحبرها (٢)

كأنها حلة الطواويس (٣)

وهذه كم يقول قارنها

قد نشر الدر في القراطيس

يملك رق القريض قائلها

ملك سليمان عرش (٤) بلقيس

بلغه الله ما يؤمله

حتى ( يزور الإمام ) (٥) في طوس (٦)

وله أيضاً في إهداء السلام إلى الرضا عليه‌السلام :

یا زائراً (٧) قد نهضا

مبتدراً ( قد ركضا) (٨)

وقد مضى كأنه

البرق إذا ما أومضا

أبلغ سلامي زاكياً

بطوس مولاي الرضا

سبط النبي المصطفى

وابن الوصي المرتضى

من حاز عزاً أقعساً

و شاد مجداً أبيضا

وقل له عن (٩) مخلص

يرى الولا مفترضا

في الصدر لفح حرفة

تترك قلبي حرضا

من ناصبين غادروا

قلب الموالي ممرضا

__________________

(١) الفراديس : جمع فردوس وهي الجنة .

(٢) في نسخة (ج) : تخيرها ، ويحبرها : بحسنها - القاموس المحيط ٥٢:٢ – خبر.

(٣) الطواويس : جمع طاووس، وهو طائر حسن، لسان العرب ٦: ١٢٧ .

(٤) في الديوان : صرح .

(٥) في الديوان : يحل الرجال .

(٦) ديوان الصاحب بن عباد : ٩١ - ٩۵ .

(۷) في الديوان : يا سارياً .

(٨) في نسخة ج ، ها : وراكضا ، وفي الديوان : أو راكضا .

(٩) في المطبوع والحجرية : من ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اج ، ع ، ك ، ر،

٧

صرحت عنهم معرضاً

ولم أكن معرضاً

نابذتهم ولم أبل

إن قيل قد ترفضا

یا حبذا رفضي لمن

نابذكم وأبغضا

ولو قدرت زرته لكنني معتقل (١)

ولو على جمر الغضا

جعلت مدحي بدلاً

بقيد خطب عرضا

أمانة موردة

من قصده وعوضا

حواست جمع كن

على (الرضا ليرتضى) (٢)

رام ابن عباد بها

شفاعة لن تدحضا (٣)

١ - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من قال فينا بيت شعر بني الله تعالى له بيتاً في الجنة» (١) .

٢ - حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : ما قال فينا قائل بيت شعر حتى يؤيد بروح القدس (٥) .

٣ - حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم الفرشي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني أبي ،

__________________

(١) في نسخة ك : مقيد .

(٢) في حاشية ك في نسخة : الرضى المرتضى .

(٣) دیوان الصاحب بن عباد : ١٥٩ - ١٦٠ .

(٤) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٢٦ : ٢٣١/٣ ، و٧٩: ٢٩١/٩.

(٥) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٢٦ : ٢٣١/٤ ، و٧٩: ٢٩١/١٠.

٨

عن أحمد بن علي الأنصاري، عن الحسن بن الجهم قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلا بنى الله تعالى له مدينة في الجنة ، أوسع من الدنيا سبع مرات ، يزوره فيها كل ملك مقرب ، وكل نبي مرسل (١) .

فأجزل الله للصاحب الجليل الثواب على جميع أقواله الحسنة، وأفعاله الجميلة، وأخلاقه الكريمة وسيره (٢) الرضية (٣) ، وسننه (٤) العادلة ، وبلغه كل مأمول، وصرف عنه كل محذور، وأظفره بكل خير مطلوب ، وأجاره من كل بلاء مكروه ، بما استجار به من حججه الأئمة عليهم‌السلام الهم بقوله (٥)

في بعض أشعاره فيهم :

إن ابن عباد استجار بمن

يترك عنه الصروف مصروفة) (٦)

وفي قوله في قصيدة أخرى :) (٧)

إن ابن عباد استجار بكم

فكل ما خافه سيكفاه (٨)

وجعل الله شفعاءه الذين أسماؤهم (٩) على نقش خاتمه :

__________________

(١) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٢٦ : ٢٣١/٥ و ۷٩ : ٢٩١/١١.

(٢) في نسخة (ج) : وسيرته .

(٣) في نسخة الك ، ره المرضية .

(٤) في نسخة (ج) : وسنته .

(٥) بقوله) لم يرد في نسخة (ج ، ه) .

(٦) ديوان الصاحب بن عباد : ٩١ ، وفيه : الهموم ، بدل : الصروف ، ولم يرد هذا البيت في نسخة اج ، هما .

(۷) ما بين القوسين لم يرد في نسخة اج ، هما .

(٨) ديوان الصاحب بن عباد : ٦٦ .

(٩) أسماؤهم لم يرد في نسخة (ج ، ع ، هما .

٩

شفيع إسماعيل في الآخرة

محمد والعترة طاهرة (١)

وجعل دولته متسقة (٢) الأيام ، متصلة النظام ، مقرونة بالدوام ، ممتدة إلى التمام، مؤدية له إلى سعادة الأبد، وباقية له إلى غاية الأمد ، بمنه وفضله .

ذكر أبواب الكتاب ، وجملتها (٣) مائة وتسعة وثلاثون باباً (٤)

منها تسعة وستون باباً .

باب (١) العلة التي من أجلها سمي علي بن موسى عليه‌السلام الرضا عليه‌السلام .

باب (٢) ما جاء في أم الرضا عليه‌السلام واسمها .

باب (٣) مولد الرضا عليه‌السلام .

باب (٤) نص أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام على ابنه علي بن موسى عليه‌السلام بالإمامة والوصية (٥) .

__________________

(١) ديوان الصاحب بن عباد : ٢٢۰ .

(٢) في نسخة (ج ، ه) : متسعة .

(٣) في حاشية نسخة الك : قوله : وحملتها مائة باب وتسعة وثلاثون باباً، هكذا في النسخة القديمة التي كتبت في زمان المصنف رحمه‌الله ، وفي كثير من النسخ، ويمكن أن يتكلف في توجيهها بعد كل من النصوص والدلالات باباً على حدة، وبعض الأبواب المشتملة على شيئين مختلفين بابين، كما في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات وما أجاب به عن محمد بن جهم في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام ، وكما في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومنه الأخبار المشهورة عن الرضا عليه‌السلام وأمثالها .

وبهذا الاعتبار يمكن تصحيح تلك النسخ ، وفي بعض النسخ : تسعة وستون باباً ، وفي بعضها : إحدى وسبعون باباً ، وهاتان النسختان أقرب إلى الصواب من الأولى .

(٤) في نسخة اها وحاشية «ك» في نسخة : تسعة وستون .

(٥) في حاشية اك ، وفي نسخة هـ ، ج زيادة ، وهي عشرون نصاً ، وفي حاشية اك.

مجموع النصوص ثمانية وعشرون كما سيجيء ، فما في بعض النسخ من قوله بعد ذلك : وهي ثلاثة وعشرون نصاً ، غلط ، والصواب : هي ثمانية وعشرون .

١٠

باب (٥) ذكر نسخة وصيّة موسى بن جعفر عليه‌السلام .

باب (٦) النصوص على الرضا عليه‌السلام بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام .

باب (٧) جمل من أخبار موسى بن جعفر عليه‌السلام مع موسى بن المهدي ومع هارون الرشيد .

باب (٨) الأخبار التي رويت في صحة وفاة أبي إبراهيم موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام .

باب (٩) ذكر من قتله الرشيد من أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ليلة واحدة بعد قتله لموسى بن جعفر عليه‌السلام ، سوى من قتل منهم في سائر الليالي والأيام .

باب (١۰) السبب الذي من أجله قيل بالوقف على موسى بن جعفر الي .

باب (١١) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار في التوحيد ، وخطبة الرضا عليه‌السلام في التوحيد .

باب (١٢) ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع أهل الأديان وأصحاب المقالات في التوحيد عند المأمون .

باب (١٣) ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع سليمان المروزي - متكلم خراسان - عند المأمون في التوحيد .

باب (١٤) ذكر مجلس آخر للرضا عليه‌السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات ، وما أجاب به علي بن الجهم في عصمة الأنبياء صلى‌الله‌عليه‌وآله .

باب (١٥) ذكر مجلس آخر للرضا عليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء .

١١

باب (١٦) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من حديث أصحاب الرس .

باب (١۷) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في قول الله عزوجل ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) .

باب (١٨) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا ابن الذبيحين».

باب (١٩) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في علامات الإمام .

باب (٢۰) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في وصف الإمام والإمامة ، وذكر فضل الإمام ورتبته .

باب (٢١) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في تزويج فاطمة الي .

باب (٢٢) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في الإيمان وأنه معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان .

باب (٢٣) ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة .

باب (٢٤) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين الله في مسجد الكوفة .

باب (٢٥) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في زيد بن على عليه‌السلام .

باب (٢٦) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار النادرة في فنون شتى .

باب (٢۷) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في هاروت وماروت .

باب (٢٨) فيما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار المتفرقة .

باب (٢٩) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من الأخبار المنثورة (١) عن الرضا عليه‌السلام .

__________________

(١) في حاشية (ع) : في نسخة : المشهورة ، وكذلك استظهر كاتب نسخة الك».

١٢

باب (٣۰) فيما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار المجموعة .

باب (٣١) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من العلل .

 باب (٣٢) ذكر ما كتب به الرضا عليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل .

باب (٣٣) العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنه سمعها من الرضا عليه‌السلام علي بن موسى مرة بعد مرة وشيئاً بعد شيء ، فجمعها وأطلق لعلى بن محمد بن قتيبة النيسابوري روايتها عنه ، عن الرضا عليه‌السلام .

باب (٣٤) ما كتبه الرضا عليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام ، وشرائع الدين ، ومن أخباره الله .

باب (٣۵) دخول الرضا عليه‌السلام بنيسابور ، وذكر الدار التي نزلها والمحلة .

 باب (٣٦) ما حدث به الرضا عليه‌السلام في مربعة نيسابور وهو يريد قصد المأمون .

باب (٣۷) خبر نادر عن الرضا عليه‌السلام .

باب (٣٨) خروج الرضا عليه‌السلام من نيسابور إلى طوس ومنها إلى مرو .

باب (٣٩) السبب الذي من أجله قبل علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ولاية العهد من المأمون، وذكر ما جرى من ذلك ، ومن كرهه ومن رضی به وغير ذلك ، ولعلي بن الحسين عليه‌السلام كلام في هذا النحو .

باب (٤٠) استسقاء المأمون بالرضا عليه‌السلام وما أراه (١) الله عز وجل من القدرة في الاستجابة له وفي هلاك من أنكر دلالته (٢) في ذلك .

__________________

(١) في حاشية اك في نسخة : وما آتاه .

(٢) في حاشية وك» في نسخة : ولايته .

١٣

باب (٤١) ذكر ما أتاه المأمون من طرد الناس عن مجلس الرضا عليه‌السلام والاستخفاف به وما كان من دعائه الله عليه (١) .

باب (٤٢) ذكر ما أنشد الرضا عليه‌السلام المأمون من الشعر في الحلم ، وفي السكوت عن الجاهل، وترك عتاب الصديق ، وفي استجلاب العدو حتى يكون صديقاً ، وفي كتمان السر ، ومما أنشده الرضا عليه‌السلام وتمثل به .

باب (٤٣) ذكر أخلاق الرضا عليه‌السلام الكريمة ووصف عبادته .

باب (٤٤) ذكر ما كان يتقرب به المأمون إلى الرضا عليه‌السلام من مجادلة المخالفين في الإمامة والتفضيل .

 باب (٤٥) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في وجه دلائل الأئمة عليهم‌السلام ال والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله .

باب (٤٦) دلالات الرضا عليه‌السلام ، وهي اثنتان وأربعون دلالة .

باب (٤٧) دلالة الرضا عليه‌السلام في إجابة الله تعالى دعاءه على بكار ابن عبد الله بن مصعب بن الزبير لما ظلمه .

باب (٤٨) دلالته عليه‌السلام فيما أخبر به من أمره أنه لا يرى بغداد ولا تراه ، فكان كما قال عليه‌السلام .

باب (٤٩) دلالته عليه‌السلام في إجابة الله تعالى دعاءه في آل برمك ، وإخباره بما يجري عليهم ، وبأنه لا يصل إليه من الرشيد مكروه .

باب (٥٠) دلالته عليه‌السلام في إخباره بأنه يدفن مع هارون في بيت واحد.

باب (٥١) إخباره عليه‌السلام بأنه سيقتل مسموماً ويقبر إلى جنب هارون

__________________

(١) في نسخة (ك) زيادة : وخروجه من المدينة بالشرد إلى الجبل .

١٤

الرشيد .

باب (٥٢) صحة فراسة الرضا عليه‌السلام ومعرفته بأهل الإيمان وأهل النفاق .

باب (٥٣) معرفته عليه‌السلام بجميع اللغات (١) .

باب (٥٤) دلالته عليه‌السلام في إجابته الحسن بن على الوشا عن المسائل التي أراد أن يسأله عنها قبل السؤال .

دلالة أخرى له عليه‌السلام .

دلالة أخرى له عليه‌السلام .

باب (٥٥) جواب الرضا عليه‌السلام عن سؤال أبي قرة صاحب الجاثليق .

باب (٥٦) ذكر ما كلم به الرضا عليه‌السلام يحيى بن الضحاك السمرقندي في الإمامة عند المأمون .

باب (٥٧) قول الرضا عليه‌السلام لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه ، وقوله الله في من يسيء عشرة الشيعة ، ويترك المراقبة .

باب (۵٨) الأسباب التي من أجلها قتل المأمون علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بالسم .

باب (٥٩) نص الرضا عليه‌السلام على ابنه محمد بن على عليه‌السلام بالإمامة والخلافة .

باب (٦٠) وفاة الرضا عليه‌السلام مسموماً باغتيال المأمون إياه .

باب (٦١) ذكر خبر آخر في وفاة الرضا عليه‌السلام من طريق الخاصة .

__________________

(١) في نسخة (ع) : بجميع اللغات والمشكلات .

١٥

باب (٦٢) ما حدث به أبو الصلت الهروي من ذكر وفاة الرضا عليه‌السلام وأنه سم في عنب .

 باب (٦٣) ما حدث به هرثمة بن أعين من ذكر وفاة الرضا عليه‌السلام وأنه سم في العنب والرمان جميعاً .

باب (٦٤) ذكر بعض ما قيل من المراثي في الرضا عليه‌السلام .

باب (٦٥) ثواب زيارة الرضا عليه‌السلام ، وذكر خبر دعبل بن على الخزاعي عن الرضا عليه‌السلام في النص على القائم عجل الله فرجه ، أوردته على أثر إخباره في ثواب الزيارة، وخبر دعبل عند وفاته ، وذكر ما وجد على قبر دعبل مكتوباً .

باب (٦٦) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في ثواب زيارة قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر علي بقم .

باب (٦٧) في زيارة الرضا عليه‌السلام بطوس (١) .

باب (٦٨) ما يجزئ من القول عند زيارة جميع الأئمة عليهم‌السلام العن الرضا عليه‌السلام ، وزيارة أخرى جامعة للرضا عليه‌السلام ولجميع الأئمة عليهم‌السلام الله .

باب (٦٩) ذكر ما ظهر للناس في وقتنا من بركة هذا المشهد وعلاماته واستجابة الدعاء فيه .

فذلك تسعة وستون باباً .

__________________

(١) في نسخة «ک ، ر» زيادة : وكيفية زيارته .

١٦

-١-

باب العلة التي من أجلها سمي علي بن موسى الرضا عليه‌السلام

قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه - نزيل الرى مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله (١) :

[١/١] حدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل ومحمد بن علي ما جيلويه وأحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، والحسين بن ابراهيم بن تاتانه وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبد الله الوراق رضی‌الله‌عنهم، قالوا : حدثنا على ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر ال : إن قوماً من مخالفيكم يزعمون أن أباك عليه‌السلام إنما سماه المأمون الرضا عليه‌السلام لما رضيه لولاية عهده ، فقال عليه‌السلام : كذبوا والله وفجروا ، بل الله تبارك وتعالى سماه الرضا عليه‌السلام : لأنه كان رضي الله عز وجل في سمائه ، ورضى لرسوله والأئمة عليهم‌السلام من بعده صلوات الله عليهم في أرضه .

قال : فقلت له : ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليهم‌السلام رضى الله تعالى ولرسوله والأئمة عليهم‌السلام لله من بعده ؟ فقال : «بلی»، فقلت : فلم سمي أبوك عليهم‌السلام من بينهم الرضا عليه‌السلام ؟ قال : الأنه رضى به المخالفون من أعدائه ، كما

__________________

(١) في نسخة (ك) زيادة : أعانه الله على طاعته ، ووقفه المرضاته .

١٧

رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم‌السلام ، فلذلك سمي من بينهم الرضا عليه‌السلام (١) .

[٢/٢] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسنى، عن سليمان بن حفص المروزي، قال: كان موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام يسمي ولده علياً عليه‌السلام الرضا، وكان يقول: أدعوا لي ولدي الرضا، وقلت الولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا، وإذا خاطبه قال : يا أبا الحسن (٢) .

__________________

(١) ذكره المصنف في علل الشرائع : ٢٣٦/١ - باب ١۷٢ ، وباختصار في معاني الأخبار : ٦٥/١٧، ونقله عن ابن بابويه الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٩٦ ، والمجلسي في البحار ٤٩: ٤/٥.

(٢) نقله الإربلي في كشف الغمة ٢٩٦:٢، والمجلسي في البحار ٤٩: ٤/٦، عن العيون.

١٨

-٢-

باب ما جاء في أم الرضا عليه‌السلام واسمها

[٣/١] حدثنا الحاكم أبو على الحسين بن أحمد البيهقي في داره بنيسابور سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة - قال : أخبرنا محمد بن يحيى الصولي - قراءة عليه - قال : أبو الحسن الرضا عليه‌السلام هو على بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، وأمه أم ولد تسمى : تكتم عليه استقر اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى عليه‌السلام (١) .

[٤/٢] حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي ، قال : حدثني الصولي ، قال : حدثني عون بن محمد الكندي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن ميثم يقول : ما رأيت أحداً قط أعرف بأمور الأئمة عليهم‌السلام وأخبارهم ومناكحهم (٢) منه .

قال: اشترت حميدة المصفاة - وهي أم أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام وكانت من أشراف (٣) العجم - جارية مؤلدة واسمها تكتم ، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها ، وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة ، حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالاً لها .

__________________

(١) تقله عن العيون المجلسي في البحار ٤٩: ٧/٩.

(٢) في نسخة (ج ، ه) : ومناقبهم .

(٣) في نسخة (ج) : أشرف .

١٩

فقالت لابنها موسى عليه‌السلام : يا بني إن تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ، ولست أشك أن الله تعالى سيظهر نسلها إن كان لها نسل ، وقد وهبتها لك ، فاستوص خيراً بها، فلما ولدت له الرضا عليه‌السلام سماها الطاهرة (١) .

قال : وكان الرضا عليه‌السلام يرتضع كثيراً وكان تام الخلق ، فقالت : أعينوني بمرضعة ، فقيل لها : أنقص الدر ؟ فقالت : لا أكذب ، والله ما نقص الدر، ولكن على ورد من صلاتي وتسبيحي ، وقد نقص منذ ولدت .

قال الحاكم أبو على : قال الصولي : والدليل على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه‌السلام :

ألا إن خير الناس نفساً ووالداً

ورهطاً وأجداداً على المعظم

أتتنا به للعلم والحلم ثامناً

إماماً يؤدي حجة الله تكتم (٢)

وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم ابراهيم بن العباس . ولم أروه له) (٣) وما لم يقع لي به رواية وسماعاً ، فإنّي لا أحققه ولا أبطله ، بل الذي لا أشك فيه أنه لعم أبي ، ابراهيم بن العباس .

قوله :

كفى بفعال امرىء عالم

على أهله عادلاً شاهدا

أرى لهم طارفاً موثقاً

ولا يشبه الطارف التالدا

__________________

(١) أورده الطبرسي في إعلام الورى ٤٠٢ - ٤١ ، والإربلي في كشف الغمة ٣١١:٢ - ٣١٢. بزيادة بين تكتم والطاهرة .

(٢) آورده ابن شهر آشوب في المناقب ٤ : ٣٦٠ ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٤٩: ٤/٧.

(٣) ما بين القوسين لم يرد في نسخة اج ، هما

٢٠