السيّد عبد العزيز الطباطبائي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٥٢
المقدّمة
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين ، وصلّى اللّه على محمّد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم وغاصبي حقّهم من الآن إلى قيام يوم الدين .
لا ريب أنّ بلوغ أيّ حقيقة وكشف أيّ واقع يمرّ عبر طرق وقنوات قائمة على أساس من القواعد والأصول والقوانين .
وهذه المعادلة الكلّية لها من المصاديق الخارجية ما لا يمكن عدّها أو حصرها ؛ لتفاوت الأهداف والغايات بتفاوت التوجّهات والرغبات.
فتتباين على ضوء ذلك المناهج والأساليب المعتمدة لأجل نيل المرام وبلوغ المقصد .
وانطلاقا من واقع الخلقة وأساس التكوين ، فإنّ حقيقة المعرفة الإلهية فوق كلّ المعارف ، فلا تضاهيها أيّ حقيقة مطلقا ، وأنّها الضرورة التي دونها سائر الضرورات ، فهي أقدس المقاصد وأشرف الأهداف ، والتمرّس في عناصر دركها هو أجلّ الممارسات التي تفتح المنفذ الوهّاج نحو الهداية والفلاح .
وعليه ، فإنّ إنسانية الإنسان - علوّا أو هبوطا - تنمو أو تضمحل بمقدار سيره تجاه فهم تلك الحقيقة واستيعاب محاورها بالشكل الذي يؤمّن
< ملحق = ٦ >
له دوام الاستمرار في طيّ مراحل التربية والكمال البشري أو نأيه عنها وتخبّطه في معاقل الفساد والضياع .
ولا شكّ أنّ صمّام الأمان من الضلال والرادع الأساس عن الانحراف والمنقذ من الانحطاط ، هو التمسّك بما دعى خاتم الرسل والأنبياء محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى التمسّك به ، والانفصام عنه انفصام عن الدين والإيمان ، وانضمام إلى الكفر والنفاق ، ولا نقول بالفصل أبدا بين الكتاب والعترة ؛ فهما أساس المعرفة الإلهية ، والكلّ المركّب لا يقوم إلّا بقيام جميع أجزائه .
فدون التمسّك بالإمامة والاعتقاد بالخلافة الإلهية التي منحها المولى تبارك وتعالى لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السّلام ، لا يمكن بأيّ وجه من الوجوه كسب المطلوب وتحصيل رضا الربّ .
لذا فإنّ كلّ العلوم وكافّة العقول وجميع الجهود وكافة الطاقات ومختلف الإمكانيات يجب توظيفها وتسخيرها لأجل نشر وبيان المنزلة العظيمة والمضامين العميقة والاطر الواسعة التي يحتويها أصل الإمامة .
وبقول بعض الأجلّة :
إنّ درك وفهم عمق الإمامة لا يتمّ إلّا بفهم : < ارتباط = ٠٠٠١٠٠٢١٢٤ > وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً < / ارتباط = ٠٠٠١٠٠٢١٢٤ > « ١ » .
وإبراهيم عليه السّلام كان قد اجتاز مراحل أربع حتى نال المقام الشامخ والمنزلة الإلهية الرفيعة ، والتي هي :
١ - مرحلة العبودية .
٢ - مرحلة النبوّة .
٣ - مرحلة الرسالة .
( ١ ) البقرة ٢ : ١٢٤ .
٤ - مرحلة الخلّة < ارتباط = ٠٠٠١٠٠٤١٢٥ > وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا < / ارتباط = ٠٠٠١٠٠٤١٢٥ > « ١ » .
والإمامة لا بد وأن تتوفّر فيها جهتان :
الأولى : ما يلي الحقّ . أي أنّ الإمام لا يسأل إلّا من اللّه سبحانه وتعالى .
الثانية : ما يلي الخلق . أي أنّ الإمام إذا سئل لا يقول : لا .
وتجتمع في الإمام عليه السّلام - كما قيل - أربعون خصوصية ، كلّ واحدة منها تحتاج إلى بحث وتفصيل عميقين لا تستغرقه قلائل صفحاتنا هذه ، ولكن نشير إلى واحدة منها ، فنقول :
إنّه قد ورد في النصّ الصحيح : « ألبسه اللّه تاج الوقار ، وغشّاه من نور الجبّار » « ٢ » .
والملاحظ أنّ الحديث صريح في أنّ المتوّج هو اللّه تبارك وتعالى دون واسطة أبدا ، فلا النبيّ الخاتم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولا الملائكة عليهم السّلام لهم الحقّ أو الدخل في الانتخاب والترشيح .
وأمّا درك المراد من : « وغشّاه بنور الجبّار » فإنّه - كما قال بعض مشايخنا - يتوقّف على مقدّمة ، تتلخّص في فهم آيات من سورة النور :
وهي قوله تعالى : < ارتباط = ٠٠٠١٠٢٤٠٣٦ > < ارتباط = ٠٠٠١٠٢٤٠٣٧ > فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ < / ارتباط = ٠٠٠١٠٢٤٠٣٦ > < / ارتباط = ٠٠٠١٠٢٤٠٣٧ > « ٣ » .
وقوله تعالى : < ارتباط = ٠٠٠١٠٢٤٠٣٥ > اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ < / ارتباط = ٠٠٠١٠٢٤٠٣٥ > . . . « ٤ » .
والنبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في مقام وصف الإمام القائم ( عجل اللّه تعالى فرجه )
( ١ ) النساء ٤ : ١٢٥ .
( ٢ ) غيبة النعماني : ٢٢٤ / ٧ .
( ٣ ) النور ٢٤ : ٣٦ - ٣٧ .
( ٤ ) النور ٢٤ : ٣٥ .
قال : « عليه جلابيب النور » « ١ » .
أمّا أمير المؤمنين عليه السّلام فقد روي عنه أنّه قال في معنى قوله تعالى :
< ارتباط = ٠٠٠١٠٢٤٠٣٥ > يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ < / ارتباط = ٠٠٠١٠٢٤٠٣٥ > : « القائم المهدي عليه السّلام ، ويضرب اللّه الأمثال للناس واللّه بكلّ شيء عليم » « ٢ » .
والإمام الرضا عليه السّلام قد نقل عنه قوله في الحجّة المنتظر ( عجل اللّه تعالى فرجه ) : « عليه جيوب نور تتوقّد بشعاع ضياء القدس » « ٣ » .
وبالتأمّل والتفكّر ترى عجز البيان وقصور الأفهام وتخاذل المشاعر والأحاسيس عن درك عظم هذه الرفعة وتلك المنزلة العظيمة .
هذه شذرات وقبسات ولمحات استقيناها من ذلك النور المقدّس والعنفوان الإلهي المتجلّي بأتمّ البهاء والجمال .
ولسنا بصدد الإنشاء أو التأسيس - والعياذ باللّه - بل هي حالة من الإخبار التي يتلذّذ بها ذوي الألباب الواعية والفطرة النقيّة والمشاعر العميقة ، وإلّا فإنّه منذ النشأة الأولى والفرد الإنساني الطموح كان قد طوى مراحل العلم والمعرفة وانكشفت له الستائر والحجب ، حتى عانى جرّاء ذلك أشدّ المصائب وأقسى المحن والويلات ، واستطاع أن ينال المقام المحمود والمكانة العالية في تسلّق سلّم الحقيقة الباهرة والطلبة الخالدة .
وبفضل الجهود العملاقة - المنعكسة على صفحات الحياة الإنسانية بأمتن منهاج وأدقّ أسلوب وأفضل محتوى - التي جادت بها أذهان علمائنا ، وأساطين الفكر والبحث والمعرفة من رجالنا ، والمنصفين من القوم
( ١ ) كفاية الأثر : ٥٩ .
( ٢ ) تفسير البرهان ٣ : ١٣٦ / ١٦ .
( ٣ ) عيون أخبار الرضا ٢ : ٦ / ١٤ .
وغيرهم ، اتّضح الكثير من معالم المعرفة الإلهية بواقعها الصحيح والمطلوب .
وعلماء الشيعة الإمامية تمكّنوا من طرق كلّ ألوان العلوم والمعارف ، سعيا منهم - ومن واقع الوجوب الكفائي - لترسيخ أصل الإمامة والخلافة الإلهية لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السّلام ، ونشر قيمه ومبادئه ، على نحو من الاستدلال الفكري الشامل ، الممتلئ بالمنقولات الشرعية الصحيحة متنا وسندا ؛ ناقضين الشبهات بأرفع عناصر الدفع والردّ ، ومبرمين محاور المدّعى بأعمق البراهين وأوضح البيان .
وقد استدعت التكاملية في الأداء إلى تباين المهام وتنوّع التخصّصات ، وهذا ممّا جعل النتائج على غاية من التفوّق المشحون رصانة ومكانة .
ولكن الأغراض والأهداف لا يمكن لها أن تتوقّف على هذا المقدار من الفهم والإدراك ؛ لكون مراتب المعرفة ذات محتوى غزير وعمق واسع لا ينحصر على حجم محدّد من المكان أو الزمان ، فديمومة المثابرة وتنشيط حركة العلم والبحث والتحقيق ، أمران لا بدّ منهما على طول الطريق ومرّ الوقت .
إنّ مدرسة أهل البيت عليهم السّلام - وبفضل العناية الإلهية - استطاعت أن تخرّج علماء وأفاضل ومفكّرين وباحثين في شتّى مجالات المعرفة والثقافة ، والتي منها : علم الفقه والأصول ، علم الكلام والمنطق ، علم واللغة الأدب ، علم الفلك والفيزياء والكيمياء والرياضيات والطبّ ، علم التفسير والبيان ، علم الرجال ، علم البحث والتحقيق والتنقيب . . وغيرها من العلوم والمعارف .
وفقيدنا الراحل العلّامة المحقّق آية اللّه السيّد عبد العزيز الطباطبائي - قدّس سرّه - هو واحد من أولئك الذين حملوا لواء الفكر والفضيلة ، وأسدوا خدمات جليلة وكبيرة للدين والطائفة ، بحيث كانت ولا زالت محلّ ثناء وإطراء أهل العلم والخبرة .
بل هو أحد الذين فتحوا آفاقا جديدة نحو كشف الآثار القيّمة والنفيسة التي تفصح عن أصالة مذهب التشيّع وسموّ مبادئه ، وذلك بروح ممزوجة بالكرم
والسخاء والوفاء والإخلاص والتواضع والزهد ، فكان عبارة عن عطاء متواصل ومنبع جود لا ينقطع أغنى حقول الثقافة بأتقن النتاجات وأجمل العروض ، ولا عجب في ذلك فإنّ ما كان للّه ينمو .
والذي عايش السيّد الطباطبائي لا بدّ وأن شاهد تلك الهمّة وذلك الشعور والإحساس بالواجب الشرعي في إحياء ونشر علوم آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فكان يبذل الجهد ويسعى دون أن يستند إلى غير اللّه سبحانه وتعالى ، فإن كان قد قدّم في حياته هذه الحصيلة الباهرة والباقة العطرة من الآثار فإنّما قدّمها بالاتّكال على المولى تبارك وتعالى ومن ثم طاقاته ومواهبه الشخصية .
وقد أجاد وبرع رحمه اللّه في شتّى محاور العلم والفضيلة ، سواء على صعيد التأليف ، أو التحقيق ، أو الفهرسة ، أو المتابعة والبحث ، إلّا أنّه امتاز وتفرّد في الكشف عن الآثار التي تبرز المكانة اللائقة والشأن الشامخ لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السّلام ؛ وكذلك فهرسة تلك المصنّفات وترتيبها وتنظيمها ، وتسلّطه في علم الرجال ومهارته في تفصيل محاوره وأركانه ، وبيان نظرياته ومبانيه .
< فهرس الموضوعات >
كشف وتقييم المخطوطات :
< / فهرس الموضوعات >
كشف وتقييم المخطوطات :
لقد شاع وانتشر هذا اللون من العلوم ونما بنموّ حركة التأليف والتحقيق وما رافق ذلك من تزايد الوعي لدى مختلف طبقات الأمّة والمجتمع ؛ ولقد كان ذلك على اثر مجموعة من القواعد والأصول التي تبلورت وتوسّعت باتّباع جملة من المناهج والأساليب المتطوّرة ، ممّا جعله الدعامة والمهمّة الأساسية في إنجاز المشاريع والأعمال الثقافية .
إنّ هذا المضمار المترامي الأطراف لا بدّ وأن تتوفّر في متخصّصيه عدّة من العناصر التي تؤهّلهم لكسب أرقى النتائج وأفضل الفوائد ، فمثلا :
إنّ اسم الكتاب واسم كاتبه من أهمّ الجوانب التي يجب تثبيتها بالدليل
< / ملحق = ١٠ >
١١ < / صفحة >
< ملحق = ١١ >
القاطع والبرهان المتين ، كما أنّ معرفة كاتب النسخة من الأمور التي تساهم مساهمة فاعلة ومؤثّرة في رفع قيمة المخطوطة وإظهار مدى نفاستها ، فقد تكون بخطّ المؤلّف نفسه ، أو قد قرئت عليه ، أو قوبلت وكتبت بحضوره أو في زمانه ، أو في فترة قريبة منه ، أو أنّ كاتبها وإن كان متأخرا لكنّه من العلماء والأفاضل أو المعروفين ؛ كل هذا يعكس مدى جودة وصحّة نسبة المخطوطة إلى صاحبها ، وخلافه يظهر رداءتها وزيفها ونفي انتسابها إلى كذا شخص ، أو أنّها ليست الكتاب الفلاني ، ولا أقلّ من التشكيك .
وحسم هذه الأمور - التي تعرّضنا إلى قسم منها على سبيل المثال لا الحصر - لا بدّ وأن يتمّ على يد عالم وخبير في هذا المجال .
كما أنّ العثور على النفائس من المخطوطات والآثار عموما ، والتي تظهر معالم مدرسة آل البيت عليهم السّلام خصوصا ، يحتاج إلى معرفة سبل وقنوات لا يجيدها إلّا أهل الخبرة والاختصاص ، لا سيّما وأنّ الكثير منها قد اختفى إمّا لجهل مالكيها ، أو لحقدهم الأعمى ورغبتهم عن درك الحقيقة وفهم الواقع .
ولقد كان العلّامة الراحل قدّس سرّه من ألمع رجال هذا اللون من العلوم ، بل هو من فرائده ونوادره والنجم الذي تلألأ في سمائه بكلّ قوّة وجدارة ؛ لمؤهّلات ومواصفات نشأت ونمت معه منذ عهد يفاعته ؛ والذي يدلّنا إلى ذلك كيفية آثاره وشهادة أهل الخبرة بطول باعه وعظيم كفاءته ، ولقد أعانه على ذلك أيضا : ذهنه الوقّاد ، وحضور فكره العجيب ، وفراسته المعروفة ؛ مضافا إلى ملازمته الدائمة والدءوبة لأستاذيه الشهيرين : العلّامة الأميني صاحب كتاب الغدير ، وأقا بزرك الطهراني صاحب كتاب الذريعة ، واللذين أسديا له خالص النصائح ، مع متابعتهما لأعماله ونشاطاته ، فتعلّم منهما الكثير واستفاد الغزير بفضل علومهما حتى أصبح ممّن يشار إليه بالبنان .
< / ملحق = ١١ >
١٢ < / صفحة >
< ملحق = ١٢ >
وهذه الخصائص كلّها جعلت منه رحمه اللّه العقل المفكّر والدليل المطمئن والمبرمج الكبير ، الذي غذّى المجامع العلمية والتحقيقية بعصارة أفكاره وخلاصة خبرته ، وعطّر سوح الثقافة بأريج لمساته الممسّكة بطابع الولاء .
وحريّ بنا أن نشير إلى نفحة من نفحات إرشاداته ونصائحه ، فنقول :
إنّه في معرض إجابته عن سؤال حول الخطوات التي يجب اتّباعها في العثور على النسخ والمخطوطات والآثار النفيسة ومن ثم إنقاذها ، أجاب رحمه اللّه قائلا :
لا بدّ من اتّباع الخطوات التالية التي اعتقد أنّها تساعد على التوصّل إلى نتائج مثمرة في هذا المجال ، وأهمّ تلك الخطوات :
١ - التوصّل إلى معرفتها بمختلف الطرق المشروعة ، وكذلك البحث عن معلومات حقيقية ومصادر تفيد هذا الغرض .
٢ - يقتضي نشر الأخبار الواردة ، أو التي ترد عنها ، ومتابعة تفاصيلها .
٣ - يفترض بمراكز البحوث والتحقيق - التي تتمتّع بالإمكانات - أن تباشر إلى استقصاء أخبار مراكز البحوث العالمية ؛ كي تحقّق أهدافها .
٤ - حثّ الجماعات والباحثين على التجوال واستقصاء الجديد ، كما يتطلّب من هؤلاء اقتناء ما يصل بأيديهم والمباشرة بتحقيقها .
٥ - توفير الإمكانات للمحقّقين والبحّاثة لإنجاز هذه المهمّات العلمية والدينية بصورة صحيحة .
ثم أردف رحمه اللّه قائلا : وكان عندنا في مجلّة تراثنا حقل كنّا نطلق عليه :
ما ينبغي نشره من التراث ، حيث أختار لهم الأهمّ فالأهمّ والمقدّم من المخطوطات الذي ينبغي نشره والدلالة على أماكن وجود مخطوطاته وأرقامها وتاريخها ، والوسائل الكفيلة بالوصول إليها ، حيث جرّب بعض الباحثين حظّهم في هذه المخطوطات ، وأدّى إلى قيام جماعة أخرى في
< / ملحق = ١٢ >
١٣ < / صفحة >
< ملحق = ١٣ >
التحقيق في هذه المخطوطات ، وتمّ نشره بالفعل . . . « ١ » .
< فهرس الموضوعات > الفهرسة : < / فهرس الموضوعات >
الفهرسة :
إنّ الحركة الشاملة والنهضة السريعة التي يشهدها عالم المعرفة والثقافة استدعت استخدام أفضل الطرق والأساليب التي تساهم في بلوغ المرام بأقصر مدّة وعلى غاية من الكيفية والمتانة .
وتعدّ عملية الفهرسة من المحاور المهمّة والأساسية التي تختزل زمن البحث والتحقيق إلى أدنى حدوده ، وتفتح الآفاق الرحبة لتبنّي الكثير من المشاريع والأعمال العلمية التي يعزّ ويصعب نيلها بدون ذلك .
بل وقد أصبحت الفهرسة من الأركان والملازمات التي يستفاد منها في كلّ مكان وزمان ، حيث شقّت طريقها إلى كلّ مجال ، وبات يستعان بها في كلّ لحظة .
والأهمّ من كلّ ذلك أنّ الفهارس استطاعت أن تعرّفنا بآثار ومصنّفات وعلماء وشخصيات ومتون وأماكن وموادّ علميّة وغيرها ، كانت خافية علينا ، أو كنّا نجهلها تماما .
ولا شكّ أنّ المشاريع الفهرستية قد نمت وتطوّرت بتطوّر برامجها وأساليبها ، مضافا ما للتقنية الحديثة من لمسات بارزة ومؤثّرة في دفع وازدهار مناهجها وسهولة الوصول إليها .
وسيّدنا الفقيد - رضوان اللّه تعالى عليه - هو واحد من أولئك الذين تمرّسوا وأبدعوا في فنّ الفهرسة ، فمن تلك البدايات في مكتبة جدّه المرحوم ، ثم مكتبة أمير المؤمنين عليه السّلام في النجف الأشرف - والتي شيّدها العلّامة الأميني قدّس سرّه - إلى هذه الآثار والأعمال والمؤلّفات الفهرستية ، التي تنمّ
( ١ ) من إحدى اللقاءات التي أجريت معه رحمه اللّه والمنشورة في كتاب : المحقق الطباطبائي في ذكراه السنوية الأولى ج ١ ، قسم الحوارات .
< / ملحق = ١٣ >
١٤ < / صفحة >
< ملحق = ١٤ >
عن عمق بحثه ودقّة متابعته وتحقيقه ، فكم من كتاب أو رسالة غاصت في أتربة الإهمال والضياع والنسيان ، تراها قد أبصرت النور بفضل جهوده ومساعيه .
وله رحمه اللّه أكثر من عشر مؤلّفات فهرستية هي حصيلة متابعاته وأبحاثه وسفراته ، ذكرت أسماؤها في أكثر من مقام .
< فهرس الموضوعات > التخصّص في علم الرجال : < / فهرس الموضوعات >
التخصّص في علم الرجال :
لقد تميّز قدّس سرّه بقدرته وتسلّطه بعلم الرجال ، العلم الذي له الدخل المباشر في صياغة الحكم الشرعي ، بل في تنظيم حياة المجتمع وترسيخ القيم والعقائد ، لذا فهو ركن من الأركان وقناة من القنوات التي نصل عبرها إلى درك الفروع والأصول بالمحتوى الصحيح والمضمون الحقيقي ، وهل دراسة المتون الحديثية إلّا دراسة المتن ودراسة السند ، والتي ينعكس على ضوئها مدى صحّة وسقم الخبر .
إنّ أهمية علم الرجال نشأت نتيجة الظروف والعوامل التي أحاطت بالسنّة الشريفة ، ابتداء من مرحلة منع تدوين الحديث في زمن الخليفة الثاني ، ومرورا بحقد الدولتين الأمويّة والعبّاسية ، وأخيرا - وليس آخرا - هذه الهجمات العنيفة وحملات التزييف والتحريف والتشويه التي وجدت في ذراع الوهابية وغيرها خير معين وذابّ عنها . كلّ هذه المحاور - وغيرها - اجتمعت لتجعل من علم الرجال على غاية من الأهمّية والخطورة .
والعلّامة المحقّق آية اللّه السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمه اللّه هو ذلك الرجالي المسلّط بهذا العلم من حيث مبانيه وأدواته تسلّطا عميقا ودقيقا ، ممّا يلحظ ذلك على مؤلّفاته وتحقيقاته بشكل جلي وبارز ، الأمر الذي جعلها بالمكانة التي أهّلتها لأن تستقطب آراء العلماء والفضلاء وأهل الخبرة والبحث والتحقيق بالقبول والدعم والإطراء .
وله في هذا المضمار مراجعات كثيرة ، وكتب وتراجم عديدة لأتباع
< / ملحق = ١٤ >
١٥ < / صفحة >
< ملحق = ١٥ >
أهل البيت عليهم السّلام ، والتي قد استخرج المبعثر منها في بطون الكتب من مختلف المصادر السنيّة والشيعية والفهارس والمخطوطات .
وكان رحمه اللّه في نيّته وعزمه إنجاز مشروعين على صعيد التراجم والرجال ، ولكن دعوة الحقّ حالت دون ذلك .
والجدير بالذكر أنّ تصحيح كتاب معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي - قدّس سرّه - كان بعهدته وتحت إشرافه .
ولا يخفى على القارئ اللبيب والمطّلع الأريب وأهل البحث والتحقيق مدى إحاطته بالمباني الأصولية والفقهية ، والتي أضفت على آثاره درجة عالية من المتانة والإتقان .
كلّ هذه المؤهّلات وجميع العلوم وكافّة التخصّصات والمؤلّفات التي ناهزت الأربعين مؤلّفا والتحقيقات التي جاوزت العشرة والسيرة العطرة والأخلاق الرفيعة ، كلّها لا ترقى إلى ذلك الذوبان التام والولاء العظيم والانقياد الكامل والإيمان العميق بولاية أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السّلام ، فإنّ الشعور العقائدي والحسّ المبدئي هما أغلى ما ورثناه منه قدّس سرّه ، فلا يكاد تصنيف أو تحقيق أو بحث أو مطالعة - تحريرا أو مشافهة - إلّا وقد عطّره بذلك الحسّ والشعور المنبثقين عن شدّة التمسّك وروعة الوفاء والإخلاص لأصل الإمامة والخلافة الإلهية التي منحها الباري عزّ وجلّ لآل النبيّ الأطهار عليهم السّلام .
إنّ العلّامة الطباطبائي رحمه اللّه ما كان له أن ينال هذه المكانة والمنزلة وذلك الشأن والشموخ لولا الولاء الحقيقي والدرك الصحيح والفهم الصائب ، الممزوجة كلّها بأشرف مراحل الممارسة والتطبيق .
فغاية ما أردنا الإفصاح عنه هو الجمع بين تلك النفحة العقائدية التي صدّرنا بها الكلام وبين شخصية الراحل الفقيد ، والنتاج هو المصداق الفاعل والدءوب لمن سار نحو درك الحقيقة إيمانا وتجسيدا .
< / ملحق = ١٥ >
١٦ < / صفحة >
< ملحق = ١٦ >
< فهرس الموضوعات > معجم أعلام الشيعة : < / فهرس الموضوعات >
معجم أعلام الشيعة :
هذا الكتاب هو إضاءة من إضاءاته التي أتحف بها حقول الفكر والفضيلة ، ولمسة من لمساته الخالدة على صفحات العلم أبدا .
وهو - كما قال رضوان اللّه تعالى عليه بنفسه - تراجم أعلام لم يذكرهم شيخنا صاحب الذريعة رحمه اللّه في طبقات أعلام الشيعة .
وذلك أنّي في خلال مراجعاتي لكتب التراجم والمعاجم وما أعثر عليه من تراجم أعلامنا ، أقارنه بطبقات أعلام الشيعة ، فإن كان ذكر فيه سجّلت المصدر بالهامش ، فتكوّن من مجموع ذلك تعليقات كثيرة في كلّ قرن من الطبقات ، وإن لم أجده فيها كتبته في ورقة .
ورتّبت أوراق التراجم على الحروف بدل الطبقات ، فأصبح معجم أعلام الشيعة « ١ » . انتهى .
ومؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - والتي عايشته أبا كبيرا وصديقا حميما ودليلا مطمئنا ومشاورا أمينا ومنفّذا مخلصا - من واقع الوفاء وعرفان الجميل ، إذ تقدّم لجمهور العلم والبحث والتحقيق جهدها المتواضع هذا ، لا يسعها إلّا أن تعرب عن بالغ حزنها وعظيم أساها لهذا الفقدان الكبير ، الذي عرفته الطائفة علما من أعلامها وشاخصا مضيئا من شواخصها المنيرة .
تغمّده اللّه بواسع رحمته ، وأسكنه بحبوحة جنانه .
وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين .
مؤسسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث
( ١ ) انظر ترجمته رحمه اللّه المدوّنة بخطّه والمطبوعة في مقدّمة كتابه : مكتبة العلّامة الحلّي : ١٨ - ١٩ .
< / ملحق = ١٦ >
١٧ < / صفحة >
< ملحق = ١٧ >
سلسلة آثار المحقّق الطباطبائي ( ٣ ) معجم اعلام الشّيعة تأليف العلّامة المحقّق السّيّد عبد العزيز الطّباطبائي ١٣٤٨ - ١٤١٦ ه اعداد مؤسّسة آل البيت عليهم السّلم لاحياء التّراث
< / ملحق = ١٧ >
١٨ < / صفحة >
< ملحق = ١٨ > . < / ملحق = ١٨ >
١٩ < / صفحة >
< ملحق = ١٩ >
< فهرس الموضوعات > [ باب الألف ] < / فهرس الموضوعات >
[ باب الألف ]
< فهرس الموضوعات > ( ١ ) [ آقا بابا ] < / فهرس الموضوعات >
( ١ ) [ آقا بابا ]
آقا بابا الأسترآبادي الأصل ، نزيل طهران ، من أعلامها ومدرّسيها في القرن الثالث عشر .
ترجم له تلميذه الشيخ محمّد الرازي في مشكاة المسائل ، وقال : كان عالما عاملا فاضلا كاملا عارفا محققا مدققا زاهدا عادلا ، حسن الأخلاق ، مهذب النفس ، ملاذ الأصحاب ، عمدة الأطياب ، قدوة الفضلاء المحقّقين وزبدة العلماء المدقّقين ، متبحرا في العلوم خصوصا علم العربية والأدبية ، والحديث ، والتفسير ، له تحقيقات كثيرة وتدقيقات أنيقة ، قرأنا عليه نبذا من كتاب المطوّل والحاشية الشريفة ( عليه ) ، وكتاب مغني اللبيب .
< فهرس الموضوعات > ( ٢ ) [ إبراهيم بن أبي الغيث البخاري ] < / فهرس الموضوعات >
( ٢ ) [ إبراهيم بن أبي الغيث البخاري ]
جمال الدين ابن الحسام إبراهيم بن أبي الغيث البخاري .
< / ملحق = ١٩ >
٢٠ < / صفحة >
< ملحق = ٢٠ >
ترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٦ / ٧٩ ، وقال : الفقيه الشيعي ، المقيم بمجدل سليم ، قرية من بلاد صفد من نواحي النباطية والشقيف .
كان إماما من أئمّة الشيعة هو ووالده قبله ، أخذ عن ابن العود ، وابن مقبل الحمصي ، ورحل إلى العراق ، وأخذ عن ابن المطهّر ( العلّامة الحلّي ) ، وكان ذا مجلسين أحدهما معدّ للوفود ، وآخر لطلبة العلم ، ونهاره مقيم تارة يجلس إلى من زاره ، وتارة يجلس لطلبة العلم ، وجوده يصل إلى المجلسين غداء وعشاء .
اجتمعت به بقرية مجدل سليم في سنة ٧٢٢ ، ودار بيني وبينه بحث في الرؤية وعدمها ، وطال النزاع وتجاذبت الأدلّة .
وكان شكلا حسنا تاما ، لطيف الأخلاق ، ريّض النفس ، وأهل تلك النواحي يعظمونه .
قال القاضي شهاب الدين : آخر عهدي به في سنة ٧٣٦ ، وقال :
كتبت إليه وقد طالت غيبته بعد كثرة اجتماع به في مجلس شيخنا شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه اللّه ! قال ( كذا وأظنه : فان ) ابن الحسام كان كثيرا ما يتعهد مجلسه ويستوري سنا الشيخ وقبسه وكانت تجري بيننا وبينه بحضور الشيخ مناظرات وتطول أوقات مذاكرات ومحاضرات .
ومن شعره وقد كسر بيته وأخذت كتبه :
< شعر > لئن كان حمل الفقه ذنبا فإنني * سأقلع خوف السجن عن ذلك الذنب
وإلّا فما ذنب الفقيه إليكم * فيرمى بأنواع المذمّة والسبّ
إذا كنت في بيتي فريدا عن الورى * فما ضرّ أهل الأرض رفضي ولا نصبي < / شعر >
< / ملحق = ٢٠ >
٢١ < / صفحة >
< ملحق = ٢١ >
< شعر > أوالي رسول اللّه حقّا وصفوة * وسبطيه والزهراء سيّدة العرب
على أنّه قد يعلم اللّه أنّني * على حبّ أصحاب النبيّ انطوى قلبي
أليس عتيق مؤنس الطهر إذ غدا * إلى الغار لم يصحب سواه من الصحب
وهاجر قبل الناس لا ينكرونها * بها جاءت الآثار بالنصّ في الكتب
وبالثاني الفاروق أظهر دينه * بمكّة لمّا قام بالمرهف العضب
وأجهر من امر الصلاة ولم تكن * لتجهر في فرض هناك ولا ندب
وقد فتح الأمصار ما ردّ جيشه * وجالت خيول اللّه في الشرق والغرب
وجهّز جيش العسرة الثالث الذي * تسمّى بذي النورين في طاعة الربّ
وإن شئت قدّم حيدرا وجهاده * وإطفاه نار الشرك بالطعن والضرب
أخو المصطفى يوم المؤاخاة والذي * بصارمه جلّى العظيم من الكرب
كذاك بقايا آله وصحابه * وأكرم بهم من خير آل ومن صحب < / شعر >
< / ملحق = ٢١ >
٢٢ < / صفحة >
< ملحق = ٢٢ >
< شعر > أولئك ساداتي من الناس كلّهم * فسلمهم سلمي وحربهم حربي
وفي بيعة الرضوان عندي كفاية * فحسبي بها من رتبة لهم حسبي < / شعر >
< فهرس الموضوعات > ( ٣ ) [ إبراهيم بن إسماعيل الكاتب ] < / فهرس الموضوعات >
( ٣ ) [ إبراهيم بن إسماعيل الكاتب ]
إبراهيم بن إسماعيل بن داود الكاتب .
ترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٥ / ٣٢٥ رقم ٢٣٩٦ ، وأورد شيئا من شعره منها قوله :
< شعر > إنّي ليطمعني وإن أسرفت في * حبّ الصبى وعصيت قول المرشد
حبي لآل محمّد وعداوة أضمرتها * لعدو آل محمّد < / شعر >
وقال : أصله من العجم هو وأخواه حمدون وداود شعراء ، وابنه حمدون بن إبراهيم أشعرهم ، ونادم أخوه حمدون بن إسماعيل المعتصم ، ومن بعده من الخلفاء إلى أن توفّى في خلافة المعتز .
< فهرس الموضوعات > ( ٤ ) [ إبراهيم بن إسماعيل الفلاحي ] < / فهرس الموضوعات >
( ٤ ) [ إبراهيم بن إسماعيل الفلاحي ]
السيّد إبراهيم بن إسماعيل بن محمود بن إبراهيم « ١ » ابن السيّد علي باليل « ٢ » الحسيني الجزائري الدورقي الفلاحي ، المتوفّى حدود سنة
( ١ ) المتوفّى سنة ١١٥٠ .
( ٢ ) المتوفّى حدود سنة ١١٠٠ ، له كتاب المستطاب في النحو ، فرغ منه قبل سنة -
كتب لنفسه بخطه كتاب الايسا غوجي ، وحاشية الملّا عبد اللّه اليزدي سنة ١٢٣٢ ، وتملك شرح زبدة الأصول للفاضل الجواد سنة ١٢٤٩ وعدة كتب أخرى ممّا يظهر أنه من العلماء .
< فهرس الموضوعات >
( ٥ ) [ إبراهيم بن جبران ]
إبراهيم بن جبران .
قال ابن ماكولا في الإكمال ٣ / ٢١٠ : شاعر يمدح أهل البيت . وقال في المشتبه : شاعر شيعي .
< فهرس الموضوعات > ( ٦ ) [ إبراهيم بن سعيد ابن الطيّب ] < / فهرس الموضوعات >
( ٦ ) [ إبراهيم بن سعيد ابن الطيّب ]
إبراهيم بن سعيد ابن الطيّب ، أبو إسحاق الرفاعي الضرير ، المتوفّى سنة ٤١١ .
ترجم له الصفدي في الوافي بالوفيات ٥ / ٣٥٤ ، وقال : قدم واسط صبيا فدخل الجامع وهو ذو فاقة ، فأتى حلقة عبد الغفار الحضيني فتلقن القرآن وكان معاشه من أهل الحلقة ، ثمّ أصعد إلى بغداد ، فصحب أبا سعيد
١٠٩٥ ، وله القصيدة الحكمية الموسومة بالقلادة ، وله ديوان قلائد الغيد ، وله البنود المطبوعة في كشكول الشيخ يوسف البحراني ، وكان أبوه باليل يسكن الحويزة ، وكان من أجلاء ميامر السيد مبارك حاكم الحويزة المتوفّى سنة ١٠٢٦ انتقل بعده من الحويزة إلى العرجة والجواز عند حاكمها حسن آغا .